التفكير الأيجابي



بسم خالق الكون
من أفضل الكتب التي أحب أن أقتنيها هي الكتب التي تندرج تحت التخصص العلوم النفسية ,
لأني أعشقها منذ الصغر , ولأني أجدها أفضل من الأدوية المسكنة والعقاقير المهدِئة لما تحتويه من
أعراض جانبية قد تُهدِئُك من الجانب النفسي وتسبب لك مرض آخر من الجانب البدني ,كأن تعالج مشكلة
ثورة الإكتئاب التي اعترتك وتظهر بعد مدة آثار على جلدك قد تشوههُ وتضطر أن تشتري مرهماً خاصا باهظ
الثمن .

أما هذه الكتب فتقترح عليك طرق عديدة لأمراضك النفسية تطبق بعضاً منها وأنت جالس في منزلك ,
لا حاجة بأن تذهب إلى دكتور وتأخذ موعدا ربما يطول ويكون المرض حينها قد تفاقم وأتعبَ نفسيتك أكثر
من الماضي .

ومن الكتب التي سُعدتُ بقراءتها وأحدثت لي نوعا من التغيير الداخلي كتاب التفكير الإيجابي . التي يتكلم
عن العقل الباطن وما يختزنه من مواقف مؤلمة قد حدثت لك منذ الصغر وشكلت حياتك الآن بعد البلوغ
وبعد الإنعتاق من المجتمع الصغير البيت والأسرة إلى المجتمع الكبير خارج حدود البيت والأسرة فالأفكار
السلبية والمواقف المزعجة والعادات السيئة التي استسقيتها في ذلك البيت الآن وبعد التحررتظهر وتكشف
شخصيتك أمام الآخرين من زملاء وأصدقاء .
المرء حيث يضع نفسه ….الشخصية .

لذلك يجب على المرء قبل أن يبدأ حياة جديدة أن يصفِي مشاكله المنصرمة , ولا فائدة من تجاهل أو
إنكار الماضي , فكلما أسرع بالهروب من الماضي أسرع الماضي للحاق به فيجب أن يلتفت إليه
ويواجهه ومن ثم يتخلص منه إلى الأبد وذلك بتنظيف الذاكرة اللاشعورية من الأفكار السلبية المُحبِطة إلى
أفكار إيجابية جديدة ولا ينسى أن يردد هذه الافكار الجديدة كي تترسخ في العقل
اللاواعي . نوعية افكارك تحدد شكل حياتك ……الحاضر منها والمستقبل .

الشخص الذي تربى على أنه عاجز لا يستطيع فعل شيء وكلما تقدم لإصلاح جهاز ما ـ مثلا ـ فشل أو
زاد العطل عطلا آخرا هكذا والديه أو أحدهما كان يكرر هذه الجملة عليه حينا بعد حين . يكبر هذا
الإبن ودرجة الثقة بنفسه منخفضة تماما مما يجعله رجلا قلقا متوترا عند أي عمل جديد يُقدِمٌ
عليه مستقبلا .

فالعلاج من ذلك كما تذكر مؤلفة الكتاب (الأخصائية في مجال التنويم المغناطيسي والحركة والتدريب : فيرا بيفر )
منها : التخيل فهو علاج مُجدي قد نجح مع الكثيرين ممن يتصفون بالخجل
التي هو نتاج عدم الثقة بالنفس . مثلا أي عمل كلفتَ بالقيام به من قبل عملك أو مديرك
(تخيل أنك ذهبت بكل جرأة وثقة وأنجزت ذلك العمل بكل هدوء وبدون أدنى مشكلة )
بدل من التخيل السلبي : من أنك ذهبت وفشلت و تعرضت للإستهزاء والسخرية والفصل من العمل .
التوتر الذهني يولد توترا جسديا …… والعكس صحيح .

ومنها أيضا : إعتبر كل عمل قمت به سواء كان صغيرا أو كبيرا هو إنجاز .
فمثلا في بداية يومك الجديد وتحديدا في الصباح الباكر سجل كل عمل سوف تؤديه اليوم فمثلا أكتب سوف أقرأ كتابا ,
وسوف انظف المنزل , وسوف أذهب إلى السوق لشراء الحاجيات . وهكذا
وكل عمل تنجزه ضَعهُ في قائمة الإنجاز …واستمر على هذا المنوال لفترة ترى فيها أنك تشبعت بالثقة بالنفس .
وعلاوة على ذلك ستشعر بالسعادة حيال كل عمل أنجزته وأيضا ستكون شخصا منظما ومرتبا .

ولا تنسى : إذا بدأت في علاج نفسك بنفسك :
تجنب صيغة النفي ( لا تقل لن أكون خائفا بل قل أنا هادئ وشجاع )
استخدم صيغة المضارع : فالعقل الباطن يأخذ الكلام حرفيا , لذا فعندما تتحدث عن المستقبل فإن
عقلك سينتظر معك حتى يأتي الوقت المناسب .
امح كلمة لا أستطيع من قاموسك : فالنحلة بحسب قوانين الطيران يستحيل عليها الطيران من حيث نسبة
وزنها إلى حجم جناحيها : لكن النحلة لا تعرف ذلك ,وببساطة تطير . …. كلمة لا أستطيع تضع حدا لحياتنا .

أخيرا تحلى بالصبر فكل علاج لا بد أن يأخذ من وقتك الكثير فما حُفِر في الذاكرة من أفكار منذ زمن
طويل لا تمحو بسهولة . وكل شخص على حسب قدرته .
ولا تلتفت إلى من جرّبوا ذلك ولم ينفع معهم ذلك النوع من العلاج المكتوب في السطور فلربما لم يكونوا جادين
في حل مشاكلهم أو غير واثقين من هذا العلاج

سبحان الله و الحمد لله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.