لكي تكون جادا في حياتك



لكي تكون جادا في حياتك

قد تعتقد في لحظة من اللحظات أنك قوي ببدنك ، ومالك ، ووظيفتك ، ومكانتك الاجتماعية ، ولكن كل ذلك لا ينفعك حينما تقف بين يدي ربك ذا لم تقم بما خلقت له لذلك قف مع نفسك وقل :
يا نفس !
متى تموتين ؟
وأين تموتين ؟
وما هي الحال التي عليها تموتين؟
فإذا علمت أنها لن تجيبك على تلك الأسئلة لأن جوابها لا يعلمه إلا الله ،
فاسألها هل أنت مستعدة للقاء ربك ؟
هل قمت بحق الله عليك ؟ففعلت ما أمر به وانتهيت عما نهاك عنه .
هل قمت بحق الوالدين والإخوان والأرحام والزوجة والولد ؟
هل تركت ما حرم الله عليك ؟
هل عف لسانك وفرجك عن الحرام؟
هل سلم الخلق من أذاك ؟
فإن كان الجواب بنعم ، فالحمد لله ، وإن كان بلا ، فكن على حذر ، وشمر عن ساعد الجد من الآن ،وتب إلى الله لعله يتداركك برحمة منه .

إنك تسابق الزمن :
يوم الأمس ولى ، فهل تستطيع أن تعيد لحظة منه ؟!
ويوم غد لم يأت بعدُ ، فهل تضمن أن تبقى إلى شروق شمسه ؟!
وإذا كان الأمر كذلك ، فليس لك إلا اللحظة التي فيها ، فاستغلها فيما :
1. يقربك إلى الله ويثقل موازينك .
2. ينمي ذاتك ، ويزيد معارفك .
3. تنفع به العباد ويعينهم على الخير .
4. يساعد على عمارة الأرض وتحقيق الخلافة فيها كما أراد الله سبحانه وتعالى .

لكي تكون جادا في حياتك،فعليك – بعد التوكل على الله ، والاستعانة به – بما يأتي :
• تحديد أهدافك التي تتلاءم مع قدراتك ومواهبك .
• تحديد الوسائل المناسبة .
• إعداد الآليات الصالحة .
• بذل الجهد والوقت اللازمين لبلوغ الأهداف .
• مراعاة التوازن بين مقتضيات الجد ، ومتطلبات النفس الفطرية ، والحياة الاجتماعية

الغالي يشدك إلى السماء بقوةٍ من غير نظر إلى مقاصد الشريعة ، ودون التفاتٍ إلى طبيعة النفس البشرية .
والجافي يشدك إلى الأرض ، ويدعوك إلى إرخاء العنان للنفس لترتع في ما تشتهيه مع قطع النظر إلى التكليف ، وحاجات النفس .
ودين الله وسط بين الغالي والجافي .
—–
إن سنة الله في مَنْ آذى عباد الله بغير حق القصاصُ ؛ فكل سهم رميته على غيرك فانتظر أن يرتد إلى نحرك في يوم من الأيام ، فضلا عن عذاب الآخرة .
فكيف تستطيع أن تنام ، وتمشي ، وتضحك ، ويرتاح قلبك ، وعذاب الله وانتقامه يكاد أن ينزل عليك في أي لحظة من ليل أو نهار ؟! ولعله أن يكون عذابا يكشف سرك ، ويهتك سترك ، ويفضحك في العالمين .
—-
قد تظلم نفسك ، وتلحق الأذى بغيرك إذا حكمت بحكم ، أو نطقت بقول ، أو اتخذت قرارا في شأن من شؤون حياتك ، أو متعلقا بمصالح الآخرين ، وأنت في حال قلق نفسي ، أو اضطراب عاطفي .
تأمل قول الرسول – صلى الله عليه وسلم – : « لاَ يَقْضِيَنَّ حَكَمٌ بَيْنَ اثْنَيْنِ وَهْوَ غَضْبَانُ » تجد مصداق ما أقول
—-
هناك أناس لا هم لهم إلا اغتيال الفرحة ، وأسباب السعادة قبل أن تستقر تلك الفرحة والسعادة في قلوب الأشخاص الذين انتظروا قدومها لتنشرح صدورهم ، وتطمئن قلوبهم ، ويرتاحوا في حياتهم !
ولذلك تجد هؤلاء ( البلطجية ) يفتعلون أسباب الشقاق ، ومثيرات الألم ، وعوامل الخصومة والكدر .

—————————————————
الدكتور : إبراهيم بن عبد الله الزهراني

سبحان الله و الحمد لله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.