السؤال
هل يجوز لي أن أحضر الأعراس التي قد يكون فيها بعض المخالفات الشرعية كعدم التزام بعض الأخوات باللباس الشرعي بين النساء، أو بالرقص على أناشيد فيها ذكر لله وصلاة على الرسول -صلى الله عليه وسلم-، أو فيها عادات كعادات النصارى؛ كتقطيع العروسين للكيك بالسيف وغيرها من عادات الغرب؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإجابة الدعوة واجبة لقوله –صلى الله عليه وسلم-: "إذا دعي أحدكم إلى الوليمة فليأتها". متفق عليه من حديث ابن عمر –رضي الله عنهما- صحيح البخاري (5173)، وصحيح مسلم (1441). ولكن ذلك مشروط بتعيين المدعو. أما إذا كانت الدعوة عامة من غير تخصيص لشخص بعينه فإن الإجابة هنا غير واجبة.
وأيضاً من شروط ذلك ألا يوجد في الوليمة منكر يراه ولا يستطيع تغييره. أما إن كان هناك منكر لا يراه -كأن يكون المنكر في قسم من صالة الأفراح وهو في قسم آخر- أو يستطيع تغييره فإنه يجب عليه الحضور
والدليل على ذلك عموم قوله –صلى الله عليه وسلم-: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقبله…" رواه مسلم (49).
أما إن كان لا يستطيع تغيير المنكر فلا يجوز له الجلوس؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقعد على مائدة يدار عليها بالخمر".
رواه الترمذي، (2801)، وأحمد (126)، والحديث صححه الألباني بشواهده، وإن كان كل واحد منها لا يخلو من مقال.انظر الإرواء (7/40)(1982).
ومما جاء في هذا الباب أن علياً قال: صنعت طعاماً، فدعوت النبي –صلى الله عليه وسلم- فجاء فدخل فرأى ستراً فيه تصاوير فخرج وقال: "إن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه تصاوير". رواه النسائي، (5351) وابن ماجه، (3402).
وعلى ذلك فالواجب عليك الحضور مع الإنكار إن استطعت ذلك، وإلا فإنه لا يجب عليك الحضور، لكن عليك أن تُطيِّـبي خواطرهم وتخبريهم عن سبب امتناعك عن الحضور وتناصحيهم، أو اذهبي إلى المناسبة وعند ابتداء المنكر ودِّعيهم وانصرفي.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
المجيب عبد العزيز بن إبراهيم الشبل
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
