لا على الآراء أو الأهواء..
فيكون شخصا واحدا.. في فكره.. في نظرته..في حكمه.. في رأيه..
لا يتغير كلما تغيرت المواقف أو تبدلت الأحوال.. ما دام الدليل هو الدليل لم يتغير..!!
فعندما يطلق حكما على شخص.. فإنما هو بتثبت لا خبط عشواء..
فهنا على الشبكة العنكبوتية يتساهل الكثير في الحكم على الغير.. لأي سبب كان..
أتذكر إحدى الأخوات في إحدى المنتديات التي أشرف عليها كانت تنتقد القوانين التي وضعتها بشدة.. بل وتتطاول برسائل خاصة بكلام لا يليق ذكره..
ولكل وجة نظره التي نحترمها وقد لا نوافقها..
وبعد أيام.. جمعني الله تعالى بهذه الأخت.. وتجاذبنا أطراف الحديث حول الإنترنت وذاك المدونة على وجه التحديد وهي لا تعرفني.. بل كان الكلام عاما.. وجاء ذكر تلك (المشرفة) التي تبغضها وتبغض توجهاتها وغير ذلك..
فكشفت لها في حوار هادئ من هي تلك المشرفة..
فأخذت سريعا في الاعتذار عن كل الرسائل وأنها (لم تقصد هذا).. و (لم تكن تعلم أنها أنا).. إلى غير ذلك..
والسؤال.. لماذا تغير الحكم بمجرد معرفة الشخص..؟
أليس الحكم بداية كان على الفعل..؟
فلماذا تغير بمجرد أن (الفعل المذموم في نظرها) ارتبط بشخص (غير مذموم في نظرها أيضا)..
كان من العدل إن كانت محقة في الحكم.. أن تثبت ما دام بدا لها أنه فعل خاطئ.. مهما كان صاحبه..!!
مثل هذه الأمثلة كثيرة في مجتمعنا ولا حول ولا قوة إلا بالله..
لابد أن نفرق بين الشخص وبين فعله..
فإذا كنا نتقبل الشخص.. فعلينا ألا نتقبل فعله المشين لأنه مضافا لشخصه..!!
والعكس بالعكس.. إذا رفضنا شخصا ما.. علينا ألا نرفض فعله الحسن بحجة رفضنا له..!!
فهذة علامة هلاك (إذا سرق فيهم الشريف تركوه..وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد).. الفعل واحد والحكم مختلف فتأملي..!!
وإذا بدت لنا أدلة على أمر.. فلا يجوز تجاوزها لغيرها اتباعا للهوى..!
فالنفس متغيرة متقلبة.. والدليل حكم ثابت.. والهوى يعمي القلب..
فيترك الدليل.. ويزور الحقائق.. ولذلك كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم إني أسألك كلمة الحق في الغضب والرضى)..
ومن موازين الصداقة التي وضعها الحكماء.. أن يكون الصديق ذا كلمة واحدة ثابتة لا تتغير بتغير مزاجه.. فيثني عليك إذا رضي.. ويشتمك إذا غضب..!!
يقول لقمان الحكيم: (يا بني إذا أردت أن تؤاخي رجلا.. فأغضبه..فإن أنصفك في غضبه وإلا فدعه)
فأين هذا الصديق الرائع الذي مهما غضب.. يحفظ لك وده وينصفك في غضبه..!