بداية ً نحب نبارك لكم اختياركم في هذا المنصب كوزير للتربية والتعليم والتي تعد من أهم الوزارات في أي بلد ، سيما وأنها تضطلع بأهم استثمار في البلد وهو التعليم وتقع عليها أهمية تعليم الأجيال ، لكي يكونوا لَبِنَات صالحة في المجتمع ونسأل الله لكم التوفيق والسداد ، نود يا معالي الوزير الأمير أن نضع بين أيديكم بعض المُقترحات من الميدان التربوي لثقتنا في سموكم أن تتصدون لها وأنتم خير لذلك وغيره والتي أقضت مضاجع المعلمين والمعلمات على مدى عدة سنوات ، سوف أجملها في النقاط التالية :
أولاً : بالنسبة لتحسين مستويات المعلمين والمعلمات والتي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله أفاد مدير عام الشئون الإدارية والمالية بالوزارة صالح الحميدي إلى أن التربية والمالية والخدمة المدنية ستجتمع لكي تقوم بتحسين مستويات المعلمين والمعلمات وفقاً لأقرب راتب للمستوى المستحق ، ولم يتطرق للدرجة المستحقة ولا للفروقات ، التي هي من حق المعلمين والمعلمات طوال اثني عشر عاماً خلت ، ولا ندري ما الجديد في ذلك حتى الآن ؟
ثانياً : قضية معلمات محو الأُمية والتي لها ما يُقارب من خمسة عشر سنة دون أي تثبيت لهن ، وعلى الرغم من وعود الإدارات السابقة باستبدال البند وتثبيتهن على مستويات تتناسب مع مؤهلا تهن واللائي كثير منهن حاصلات على تقديرات ممتاز مع مرتبة الشرف ، إضافةً إلى أنهن حاصلات على الدبلوم التربوي ومع ذلك يقبعن تحت رحمة ذلك البند ( 2500 ريال من غير الزيادات الأخيرة ) الذي ليس به أي علاوة سنوية فهن يتطلعون لسموكم الكريم أن تحلوا مشكلتهن بوضعهن على مستويات تناسب مؤهلاتهن وخبراتهن لعدة سنوات .
ثالثاً : النقل الخارجي ، اعتمد مسئولي التربية السابقين آلية معينة في النقل الخارجي أضرت بكثير من المعلمين ممن تعدت سنوات خبراتهم أكثر من عقدٍ من الزمن سيما خريجي الجامعات منهم وذلك في مطلع عام 1445هـ وتلك الآلية تتمثل في التفريق الذي اعتمدته الوزارة بين خريجي الجامعات وخريجي كليات المعلمين ( وذلك قبل أن تضم كليات المعلمين إلى وزارة التعليم العالي ) في المفاضلة في النقل الخارجي إذ أن النظام القديم لا يُفرق بين المعلمين ويدخلون في مفاضلة واحدة على جميع المراحل الابتدائي والمتوسط والثانوي ،
وحينما يتم نقلهم يتم توجييهم بحسب رؤية مسئولي إدارة التربية والتعليم وبحسب الاحتياج أحياناً وأحياناً أُخرى وهو الغالب يتم توجيههم بحسب مؤهلاتهم فالجامعي يتم توجيهه إلى إحدى المرحلتين المتوسطة أو الثانوية ، بينما يتم توجيه خريجي كليات المعلمين للمرحلة الابتدائية فقط ومن مميزات ذلك النظام أنه يحفظ حق المعلمين القدامى وينصفهم ،
بينما النظام الجديد يَحصر مفاضلة النقل الخارجي لخريجي الجامعات على المرحلتين المتوسطة والثانوية فقط وخريجي الكليات للمرحلة الابتدائية والمعروف أن المرحلة الابتدائية في كل مدينة ومحافظة وقرية من بلادنا الحبيبة هي أكثر من المرحلتين التاليتين لها وعلى ذلك ففرصة نقل المعلمين من خريجي الكليات تكون أفضل بكثير من المعلمين من خريجي الجامعات ، وكنتيجة حتمية لتلك الآلية يتم نقل المعلمين الجدد ويُترك المعلمين القدامى من نفس التخصص ، فكيف يستقيم ذلك ؟ وكانت التربية تعمل ذلك لكون الكليات تابعة لها ،
فما عذرها اليوم وهي تابعة للتعليم العالي سواءً بسواء مع خريجي الجامعات من خريجي كليات التربية ، ولقد تحدثت شخصياً مع وكيل الوزارة للشئون المدرسية الدكتور عبد الله المقبل في شهر شعبان من عام 1445هـ وشرحت له الوضع الذي يُعاني منه المعلمون من خريجي الجامعات أن زملاء لهم من نفس التخصص تم نقلهم إلى مكة وهم قد باشروا بعدهم بعدة سنوات وخدمتهم خمس سنوات وما زلوا لم ينقلوا لمكة بعد على الرغم من تجاوز خدمتهم لأكثر من عشر سنوات وذلك قبل أن تنضم الكليات للتعليم العالي .
وقال لي الدكتور المقبل أننا نضطر لذلك كون معلمي كليات المعلمين لهم حق علينا بضرورة توجيههم للمرحلة الابتدائية لأنهم الأولى من غيرهم وهم أحق بالتفرد بالمفاضلة لها فقط ، بينما خريجي الجامعات يكفيهم المفاضلة على المرحلتين المتوسطة والثانوية فقط وقلت له نحن نتفهم ذلك ولكن هذا سيكون على حساب خدمتنا نحن الجامعيين بعدم دخولنا في مفاضلة المرحلة الابتدائية ، واقترحت عليه وأيدني الكثير من التربويين في ذلك على أننا نعتمد النظام القديم في ضوابط النقل الخارجي وندخل في المفاضلة على جميع المراحل وحينما يتم النقل تقوم إدارات التربية والتعليم بتوجيه المعلمين بحسب مؤهلاتهم ،
فإذا كان جامعياً فيتم توجيهه إلى المتوسطة أو الثانوية وإذا كان من كلية المعلمين فيتم توجيهه إلى المرحلة الابتدائية وبغير ذلك الإجراء سندور في حلقة مفرغة وسوف تصل خدمتنا حتى عشرين سنة ونحن لم نُنقل بعد ، وبالنيابة عن المعلمين المتضررين ، آمل من سموكم الكريم إعادة النظر في ذلك النظام الذي حَطَّمَ آمالنا وما زال في النقل إلى مكان سكننا بمكة ، ونتمنى العودة للنظام القديم واعتماد التوجيه وفق كل مرحلة بحسب المؤهل من قبل إدارات التربية والتعليم وبهذا الإجراء نكون أرضينا الجميع ،
سيما وأنه لم يعد هناك عُذرٌ في التعاطف مع خريجي كليات المعلمين بعد أن أصبحوا كالجامعيين تابعين للتعليم العالي . رابعاً : بالنسبة لطول بقاء بعض مسئولي إدارات التربية والتعليم في مناصبهم والتي تصل إلى عشر وعشرين سنة وربما أكثر ،
ما ينتج عن ذلك من مُحَاباة وواساطات ما الله بها عليم ، إضافةً إلى حصرها في أشخاص مُعينين ولا تتعداهم إلى غيرهم ، مع أن الميدان التربوي ملئ بالكفاءات ونقترح في تحديد مُدة بقاءهم في الإدارة من أربع إلى خمس سنوات ، ثم يُرشح غيرهم حتى نقضي على المَحسوبية والواسطة المنتشرة جداً في كثير من إدارات التربية والتعليم
وذلك يُعطي فرصة لضخ دماء جديدة ورؤى وأفكار جديدة يستفيد منها الميدان التربوي ، بدلاً من الجمود الحاصل واليأس الذي أصاب الكفاءات من المعلمين والمعلمات من الذين مُنعوا أو حُرِموا " سيَّان " من فرصة الترقي والوصول إلى مراكز قيادية في إدارات التربية والتعليم والتي مع الأسف مُحتكرة لأشخاص معينين ، دون غيرهم ما يُحرم الوطن من الكفاءات الجديرة بتسلم تلك المناصب وفي ذلك كل الخير إذ أن التغيير سُنة كونية من سُنن الله في أرضه ، فنتمنى من سموكم الكريم النظر في ذلك لما له من أهمية بالغة في التطوير والتغيير للأفضل إن شاء الله تعالى ، والله الموفق لكل خيرٍ سبحانه .
الإعلامي :
ماجد مسلم المحمادي / مكة المكرمة
كاتب سعودي ـ
منقول[align=center][/align]