تخطى إلى المحتوى

ما الذي لم يحطمه غيابك بعد ؟



في غيابك :

الدنيا كفيفة ،
البشر يتامى ،
شاع الرمادي بشراسة ،
جُغرافياً :
عيناي أصبحت بغيابك ترى مدينة الزهر كالربع الخالي !
بعض من حُطام غيابك :
أرتفع مُعدل البؤساء
العالم الوردي فقد جاذبيته
أُغلقت النوافذ وأُسدلت الستائر
بغيابك حذوت حذو العباسيين الصامدين فرفعت الراية السوداء
العالم الذكي بغيابك أصابه الشرود الذهني
كُلّ نظرة فرح بعيناي كانت مُزيفة
كُلّ صوت سمعته كان مُخيفاً، مؤلماً لحاسة السمع عندي
كُلّ طريق مشيته كنت فيه متعثرة
كُلّ معلوماً عندي أصبح مجهولاً

هل
سيندرج إسمي يوماً ضمن قائمة المُخترعين والمُكتشفين؟ لأن الغياب بات داءً يؤرقني،
وأنا أُحاول وأبحث لأجد حلاً، أو أكتشف شيئاً يقضي على غيابك أو حتى يقلل من حدته،
لاتتعجب ياغائبي! فالآن اخترعوا جهازاً لكشف الكذب!

هل سبق وقُلت لك :
أني سأُرشحك ملكاً لدولة جديدة هي دولة الغياب؟ لأنك خير من يُمثل الغياب، وأنت كذلك
مُخلص جداً في هذا الصدد ..
هل تريد أن تزيد عجباً على عجبك فاسمع إذاً :
كم أتمنى لو أن الغياب شيئاً مادياً لأُحطمه!
لا أدري هل أذُمك لطول غيابك! أم هل علي أن أمدحك لحبك!
بغيابك أجتمع المدح والذم معاً !

ياغائبي هل تعلم ؟
أني عندما أنظر لا أرى سوى قُضبان، نعم فُضبان، إنه غيابك تسبب في تمكين روح السجين فيني ..
هل تعلم أيضاً بأنهم نعتوني بالمُسرفة، لشدة إسرافي في حبك وشوقك !
من سيُنقذني من برد الشتاء؟ لا النار تُجدي ولا الحطبُ؟
لماذا أشعُر بأن النحو بغيابك لم يعيرني سوى الجزم؟ لذلك أُردد تجاه كُل شيء لا .. لم .. حيثُ :
لم أتنفس راحة البال ،
لا تفارقني الهموم هي كظلي بغيابك ،
وحتى الأدب أصبح يُهديني أبيات الحزن والشجن ..
البلاغة عززت فيك الغياب مُستخدمةً سجعها :
زد غباً تزدد حُباً
لا تكون أنت وهم والغياب علي ..

بقلمي

فجـــــر العيـــــد

سبحان الله و الحمد لله

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.