تخطى إلى المحتوى

عندمــا أصمت



عندما أصمت ولا أتكلم فهذا يعني أنني أفكر في موضوع ما وعندما أصمت وأتأمل من حولي فأنا في هذه الحالة في صمت مطبق ..صمت تحكمه الحكمـة التي ربما تخرج بعد ساعات وساعات عندما أصمت وأنظر إلى الوقت وهو يمر أتذكر قول الله تعالى وهو يقسم بالوقت ( والعصر.. الآيـة ) وعندما أنظر إلى الأشجار وهي في قدلبست أزهى الحلل وأنا في صمت مطبق أتذكر قدرة الله سبحانه وتعالى وعندما أصمت ففي صمتي حكمـة أن لم يكـن كله حكمة في هذا الزمان الذي تغير في الناس فالناس في هذا الزمان أصبحوا يجرون خلف الدنيـا التي تزينت لهم في أبهـا حللهـا
فالدنيا لن تنفعـهم ففي صمتي حكمـة عندما أنظر في القمر في تلك الليلة المقمرة حيث ترسل أشعتها الذهبيـة على الرمال فتتلألأ هذه الرمال وكأنه كوما من الذهب الأصفر الخالص
وعندما ينظر إلي ذلك الجاهل الذي لا يعرف أن الصمت له معاني ويقول لي : " تكلم فضفض عمـّـا يدور في نفسك فأشير إليه باليد أن أصمت فإذاهو يقول : " تكلم … " فهنا أعرف أن الصمت أفضل من الكلام لأنني في هذه الحالة أتدبر وأتأمل في خلق الله فالتفكر والتأمل خير من عبادة ألف سنة والمثل يقول : " إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب " .
عندما أتأمل وأتفكر من يرحل ولا يعود إلى الأبد أعلم عندهـا أنني سوف أسافر في يوم ما
عندما أقرأ هذه الأيـة الكريم ( وما تدري نفس بأي أرض تموت ) أشعر بأن الأجل قد قرب جدا وعندمـا أتذكر الجنـة وما فيها من نعيم مقيم اجتهد في العبادة وعندما أتذكر النار وما فيها من عذاب مهين أبكي بكاء مرا وعندما أتذكر الأخوة الذين ذهبوا أمام ناظري ولم أستطع أن أقدم لهم اي مساعدة أتذكر الايـة الكريمـة ( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ) كل هذا الصمت الطويل الرهيب وذلك الجاهل يتكلم ويثرثر وهو بعيدا عن الصواب الذي ربمـا قال فيه كلمـة القت به في نار جهنم سبعين خريفا كما في الحديث الشريف .
نعـم في صمتي كلام وكلام ولكن لا أحد يعلم به غير ربي .
فالحمد لله على نعمـة الصمت التي أعتبرهـا بعض العلماء من أدب الاستماع وحسن المعاملـة
فالنبي هو قدوتنا في هذه الحياة فقد علمنا كيف نتعامل مع البشر … مع الحيوانات .. مع الطيور ..
مع الحجر .. مع كل ّشئ في الدنيـا علمنا كيف تسير حياتنا .

سبحان الله و الحمد لله

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.