خطأ شائع في فهم:
(لا حول ولا قوة إلا بالله)
قال الشيخ / عبد الرزاق العباد – حفظه الله تعالى :
يقول ابن تيمية – رحمه الله –:
" ( لا حـول ولا قـوة إلا بالله) كلمة استعانة، ويخطئ كثير من الناس فيستعملونها في الاسترجاع "!! أو بدل الاسترجاع.
الاسترجاع : ( إنا لله وإنا إليه راجعون) وهذا يقال عند المصيبة.
ومعنى ( إنا لله وإنا إليه راجعون) أي : إنا لله عبيد، وإنا إليه راجعون أو محاسبون أو مجازين، سنرجع إليه ، فهذه تقال عند المصيبة ، فيسلو الإنسان بإذن الله.
كلمة : ( لا حول ولا قوة إلا بالله) هذه كلمة استعانة ؛ طلب عون من الله ، فبعض الناس يخطئ ويستخدمها بدل (إنا لله وإنا إليه راجعون) !.
فإذا مات له ميت أو حصلت له مصيبة يقول : ( لا حول ولا قوة إلا بالله) !! يعني يستخدمها مكان الاسترجاع .
بدل أن يقول : ( إنا لله وإنا إليه راجعون) يقول : (لا حول ولا قوة إلا بالله) وهذا من الغلط في فهم معاني الأذكار ودلالاتها وأوقاتها التي يحسن أو يناسب أن تقال فيه ».
( لا حول ولا قوة إلا بالله) هذه كلمة استعانة بالله جل وعلا ، أي طلب عون من الله جل وعلا.
ومعناها : أي لا تحول من حال إلى حال ، ولا حصول قوة عند العبد إلا بالله ، يعني بإذنه سبحانه وتعالى.
لا تحول من مـرض إلى صحة ، ومن ضلال إلى هداية ، ومن كفر إلى إيمان، ومن ضعف إلى قـوة، ومن وهاء إلى شدة إلا بالله سبحانه وتعالى.
فأمور الإنسان كلها وأحواله جميعها بيد الله سبحانه وتعالى.
( لا حول ولا قوة إلا بالله): يعني ما تستطيع أن تقوم بأي عمل من الأعمال إلا إذا أعانك الله عليه.
ولهذا شُرع لنا إذا قال المؤذن: (حي على الصلاة حي على الفلاح) يعني تعالوا إلى الصلاة، وتعالوا إلى نيل الفلاح الذي ترتب على فعلكم للصلاة شُرع لنا أن نقول عند سماعنا لهذا النداء: ( لا حول ولا قوة إلا بالله) أي نطلب من الله أن يعيننا.
والمسلم يشرع له إذا خرج من بيته أن يقول : (بِاسم الله، توكلت على الله، لا حول ولا قوة إلا بالله) كل مرة يخرج من بيته يُسن له أن يقول
ذلك، وهذا فيه طلب العون ، أن يعينه الله عز وجل على ما هو قادمٌ عليه من مصالح دينه ودنياه ».