مما جاءني
أحمد عبدالرحمن العرفج
يَحلو للقَلم أحياناً أن يَخرج عَن صَندوق التَّفكير التَّقليدي، بحيثُ يَكتب شَيئاً يَليق بقَارئ أو قَارئة مُختلفة، لذلك أطلتُ السّجود ودعوتُ ربِّي المَعبود، بأن يُلهمني فِكرة لَم يَسبقني إليها أحَد في الوجُود..!
في تِلك الليلة أتَاني آت وقَال: أين أنتَ مِن استغلَال الكَلِمَات الأجنبيّة،
وكَيف تُترجم إلى العَربيّة، بحيثُ تُمرِّر مَا تَشاء مِن خِلال مَمر التَّرجمة واللغة، لأنَّ التَّرجمة كَما يَقولون –حمَّالة أوجه-، قُلتُ في نَفسي لِمَ لَا، إنَّها فِكرة جيّدة، والأيَّام ستُثبت مَدى صحّتها أو مَرضها، لذلك سأبدَأ في أولى الكَلِمَات وأشهَرها، وهي كَلِمَة (Bank)، ولَعلَّ هَذه مِن أشهر المُفردات عَلى مُستوى العَالَم..!
حَسناً.. لنَنظُر إلى هَذه المُفردة، ومَاذا تَعني في الإنجليزيّة، ولَكن في ثِيَاب اللغة العَربيّة..!
أُولى المَعاني لكَلِمَة (Bank) هي الضَّفة، ومِن المُمكن أن يُقال: «آه مَا أشقَى حياة أهل الضَّفة الغَربيّة»، فهُم يُقاسون مِن مُنظّمة التَّحرير من جهة، ومِن دَولة إسرَائيل مِن جِهةٍ أُخرى..!
كَما تَعني أيضاً «ركام أو كومة»، لذلك يُقال: إنَّ العَرب دَائماً يُحبّون أن تَكون «ركام أو كومة» الزَّبائل مُبعثرة، وفي ذلك أذَى كَبير لعُمَّال النَّظافة..!
ومِن مَعانيها أن تُقيم سَدًّا حَول جِسر، لذلك أقول: حَاول أن تَكون كَريماً، ودَع المَاء يَمرّ مِن خِلال الآخرين، فإن كَان هُناك لَذَّة في الأخذ، فإنَّ للعَطَاء لَذَّة أيضاً، واسأل مَن يعطون بغَير حِساب..!
ومِن المَعاني أيضاً، أنَّ كَلِمَة (Bank)، تَعني يُودع ويكنز، لذلك حَاول أن تَتبرَّع لمَن يَستحق ببَعض مَالك، ولا تكنزه كالبَخيل الذي يَرمي الرّيالات في البَنك، ويَقول لَها: نَامي هُنا فلَن تَخرجي أبداً..!
ومِن المَعاني لهَذه المُفردة مَعنى «جُرف»، ومِن الغَباء أن تَذهب مِن جُرف لدُحديرة.. ومَتى سَقطتَ في جُرف، فمِن الغَباء أن تَسقط فيهِ مَرَّة أُخرى، لأنَّ ال*****ات تَتعلَّم مِن أخطائها، فمَا بَالك بالبَشر..؟!
حَسناً.. مَاذا بَقي..؟!
بَقي القَول: إنَّني لَم أخترع هَذه الفِكرة، وإنَّما التقطتها مِن أحد الأصدقَاء عِندما قَال لي:
يا أحمد شَكلك «مبنّك»، أي عندك دَراهم كَثيرة في البَنك، عِندها –فَقط- قَررتُ أن أضع خَط تَواصل بين المُفردات العَربيّة والغَربيّة، عَلى اعتبار أنَّ العَرب صَاروا يَتغزّلون باللغة الإنجليزيّة،
ومَن يُشكِّك في كَلامي فليَذهب إلى أي مَدينة سَعوديّة، سيَجد كَلِمَات: «مول وسنتر»، «ورد سي وجاليري»، «وكوفي وبلازا».. إلخ، مُنتشرة انتشَار النَّار في الهَشيم، وهَذا اختلاط، ولَكنّه اختلاط لَيس عَارضاً، وإنَّما مَقصوداً، والسَّبب أنتم بهِ أدرَى مِنِّي..
وللأغبياء مِن القُرَّاء أمثَالي، يُمكن لَهم الاستعانة بصَديق؛ ليُغشّشهم ويُوضِّح ويَقول: «إنَّ مِن صِفات المَغلوب أنَّه دَائماً يَقتدي بالغَالِب»..!.
أحمد عبدالرحمن العرفج
كما وصلني ولم أقرأه في موقعه
مقال جدير بالقراءة للإعلامي في قناة الجزيرة علي الظفيري
https://www.alarab.com.qa/details.php?docId=181699&issueNo=1203&secId=15
2019-04-03
لا شيء يحدث في سوريا، ليس سوى قرابة مائة شهيد سوري حتى الآن!، ويد النظام طويلة هناك وتصل للجميع، الخبرات التي تراكمت لدى الأجهزة الأمنية الكثيرة والمتشابكة وجدت مسرحا مفتوحا هذه المرة وبدأ العرض الكبير، سيارات الدولة وأخرى تابعة لها في الخفاء تمشط الشوارع وتشيع القتل، ثمة من يقول في دمشق: سياطي أقسى وأشرس من السابقين، وستخرس الألسنة وتوقف زحف الأجساد كما لم يفعل أحد من قبل، وهذا غير صحيح على الإطلاق!
لا يختلف اثنان على شراسة النظام الأمني في دمشق، التاريخ الطويل والعريق لأجهزة المخابرات السورية في إدارة الشأن الداخلي معروف لدى الجميع، كل شيء في هذه البلاد منذ أربعين عاما يمر عبر بوابة الأمن، السياسة والاقتصاد والفن والثقافة وحياة الناس العادية مكتوبة في لوح الأمن المحفوظ، يمكن لضابط مخابرات صغير أن يعمل في كل مهنة في هذه الدنيا، كل مهنة بلا استثناء، فالخبرات التي يكتسبها في عمله لا تتوفر لأحد غيره، يعرف الضابط هيثم المالح وبرهان غليون وبسام كوسا وعارف دليلة وهيثم مناع وميشال كيلو ورياض سيف وعبدالمجيد منجونة وفايز سارة وأكرم البني، كما يعرف الصحفيين مثل عامر مطر وأصحابه، ويمكنه أن يدلك على كل رجال الأعمال في البلد ودخلهم اليومي، إضافة للملاهي الليلية والراقصات اللاتي يعملن فيها وأوقات العمل، تقتات المخابرات على حياة الناس وخوفهم ورزقهم، وتشاركهم حتى أنفاسهم، ومن هنا كانت صدمتها الكبيرة فيما رأت، وأيضا قسوتها المتوحشة في مواجهته.
هل ما سبق هو فقط ما يمكن اعتماده في توصيف النظام السوري؟ قطعاً لا، فهناك وجه آخر لا يمكن تجاهله أبدا، واجهت سوريا أكبر تحدٍ يمكن لنظام عربي أن يواجهه في الأعوام الماضية، هجمة المحافظين الجدد على المنطقة كانت غير مسبوقة، وتمت محاصرة النظام السوري في أعز ما يملك، العمق العربي ولبنان، وقفت دول الاعتدال العربية في وجه السوريين إضافة للضغط الأميركي الكبير والتلويح الدائم بإسقاط النظام أسوة بما حدث للبعث في العراق، استخدمت كل الأوراق المشروعة وغير المشروعة في ضرب الخاصرة اللبنانية لسوريا، كانت المنطقة برمتها أمام مشروع تفتيت وإعادة تمزيق آخر، وحدها سوريا راهنت على الخيار الصعب، أمعنت في تحالفها الإيراني حتى النهاية، واحتمت بالمقاومتين الفلسطينية واللبنانية كخيار دفاعي لا هجومي، وقدمت ما يجب أن تقدم للأميركيين في ملف مكافحة الإرهاب، خاضت الأمة حربين كبيرتين في هذه الفترة وكانت سوريا في الموقع الصحيح، بغض النظر عن البراغماتية التي استدعت تلك المواقف وواكبتها، وعن حروب الوكالة التي عززت من أوراق النظام، فمن خاض الحرب كان قد فعلها لأسبابه الخاصة، وكانت سوريا في موقف الداعم والمؤيد، وهو موقف لن ينساه المرء أبدا.
السياسة الخارجية السورية هي الرابح الوحيد في المنطقة قياسا على كل ما جرى، لبنان والعراق والتحالف مع إيران وتركيا، كان كل شيء يصب في صالح النظام السوري حتى قبل وفاة محمد البوعزيزي وانطلاقة ربيع الثورات العربية، أول الخاسرين أولئك الذين رهنوا أوطانهم للمشاريع الأجنبية في تونس ومصر، بعدهم جاء دور القذافي وعلي صالح، الثنائي الذي استوعب درس الرئيس الراحل صدام حسين جيدا، وقدما كل ما يلزم وما لا يلزم أيضا للبقاء في منصبيهما، بعدها جاء دور دمشق، والنجاحات السورية على صعيد الإدارة الخارجية للبلد لم تشفع له، فأنت تدافع عن المقاومة وترفع شعاراتها على حساب مواطنيك، تقف ضد الاحتلال وتحتل بلدك بشكل سافر، تحرم الناس من حريتهم وتسلب قوتهم وتخيفهم وتستولي على ثرواتهم وتدير حياتهم بشكل صعب وفظ جدا يجعل الشعب في حالة أكثر مأساوية من تلك التي ترزح تحت نير الاحتلال، وذلك كله بحجة الحفاظ على وحدة البلد ومواجهة المشاريع الخارجية!
قبل عقد من الزمان تجاوز السوريون –برضاهم وبغير رضاهم– مشهد التوريث الأول والاستثنائي في العالم العربي، وانطلقت وعود الإصلاح والانفتاح والتغيير، مضت السنوات العشر ولم يتغير شيء، بل زاد الفساد والتحالفات المشبوهة بين الأمن ورجال الأعمال والسياسيين المقربين للرئيس وأصبحت تلك سمة رئيسية للنظام الجديد، ثم يأتي الرئيس السوري ليسخر من رياح التغيير ويقلل من قدرات الشباب السوري ويمد يده في الصندوق ليخرج بالاتهامات ذاتها كما فعل مبارك وزين العابدين يوما: الأيادي الخارجية والفتنة والمندسين!. ثم يتحدث عن جدول الإصلاح غير المتسرع والسنوات العشر القادمة!، من أخبره أنه يملك هذا الوقت، لا يعلم الرئيس أن الفرصة لا تسنح إلا مرة واحدة!
إلى وزارة الأوقاف.. هل هذه خطبة جمعة ؟
يقول الشيخ الدكتور العريفي في خطبته: «كتاب الصحف يتكلمون في أعراض رجال الحسبة»، و«خمسة مقالات كتبت عن المظاهرة خلال 12 يوما، والباقي يكتبون في شهواتهم»، «أين هم ــ أي كتاب الصحف ــ في الأزمات، لا تجده إلا في شوارع لندن وباريس يحرص على أن يكثر أرصدته، على أن يقيم علاقات خارجية، يحضر الحفلات في السفارات التي يدعى إليها، والله أعلم ماذا يقع عندما يحضر الحفلات»، و«هؤلاء العفن الذين ابتلينا فيهم في جرائدنا»، و«أين أنت وأين الوطنية ــ أي الكاتب ــ أنت لا تتكلم إلا عما يهم شهواتك ومما يكثر مالك، وعند من جندوك من خارج هذه البلاد»، و«إن كانوا صادقين فليقفوا مع وطنهم، لا أن يكتفي أحدهم بأن يحمل القلم في يمينه والسيجارة في يساره وربما حمل شيئا آخر غير السيجارة، ويبدأ يكتب كل يوم مقالا يأخذ عليه ألف ريال، ولو لم يكتب ما يرضي من جندوه لما وصلت له هذه الألف ريال».
ثم يشبه كتاب المقالات بالمنافقين الذين يتربصون بالمواطنين، ويختم بأنهم سيقفون أمام الله عز وجل، وبالتأكيد النهاية الطبيعية النار وبئس المصير.
هذه مقتطفات مما جاء في خطبة الجمعة للشيخ الدكتور محمد العريفي، وما أود طرحه على وكالة الوزارة لشؤون المساجد، هل هذه خطبة جمعة، أم قذف لأشخاص في أعراضهم، وأنهم خونة باعوا ضميرهم للخارج؟
والأهم هل هذه الخطبة حققت الهدف العام للوكالة «المحافظة على القيم الإسلامية والأخلاق»؟.
أعني هل من الأخلاق الإسلامية أن يتم اتهام فئة ما بأكملها بأنهم منافقون ومأجورون وصحفهم تدفع لهم لتحقيق أجندة خارجية؟
والأكثر أهمية أن الوزارة في تعريفها تؤكد أن توجهها «الإسلام عقيدة وشريعة، وأنها تعمل بكتاب الله وسنة رسوله، ونبينا ــ صلى الله عليه وسلم ــ يقول: «البينة أو الحد».
هذه أسئلة أتمنى الرد عليها بوضوح، حتى لا يغضب إمام آخر من أشخاص، فيفتح مساجد الله لقذفهم، لاعتقاده أن في خطبة الجمعة يمكن له فعل ما يريد.
– قالت امرأة لابنتها: إن الزواج حسن، ولكن البتول أحسن كثيراً، فقالت: أنا أقنع بالحسن يا أماه. – قالت إحدى الآنسات لشاب كان يطمعها بالزواج: إنني مستعدة لأن أكون لك شريكة في جميع همومك وضيقك. فقال لها: ولكني خليّ من ذلك؛ حيث لا هم عندي ولا ضيق.. فقالت له: سيكون عندك متى تزوجتني. – شكا رجل لصاحبه من امرأته فقال له: أتحب أن تموت؟ قال: لا والله. قال: ولمَ، وأنت معذب بها؟ قال الرجل أخشى أن أموت من الفرح!