تخطى إلى المحتوى

علم النحو بدايته وتطوره وعلماؤه



النحو والصرف

بعد ان جمعت اللغة والأدب نوعا من الجمع ، جاء علماء النحو والصرف ففلسفوا اللغة كما فلسف الفقهاء الشريعة، وفلسف علماء الكلم العقائد.

فمهمة اللغوي أن يجمع ما نطقت به العربي ولا يتعداه، أما النحوي، فشأنه أن يتصرف فيما يجمعه اللغوي وقيس به.

إذن فعلماء النحو، هم علماء لغة وأدب، فهي فروع لم تنفصل إلا بعد العصر العباسي الأول من سنة 132 هجرية ولغاية 232 هجرية.

وقد برز من بين العلماء: الخليل بن أحمد، فكان يقيس على ما يجمع، بعكس الأصمعي، الذي تشدد لوقوفه عند النص اللغوي يكره القياس ويعارضه.

بهذا نرى أن الخليل بن أحمد، هو من أوجد علم النحو ثم وسع اللغة من عدة وجوه هي:
1. القواعد التي وضعوها قد اشتقوها من طريق استقراء ناقص، فطروها وعمموها في الباب كله. فمثلا: سمعوا أفعالا ثم وضعوا لها قواعد: مثل إن الفعل الماضي إن كان كذا، كان مضارعه كذا، وأمره كذا، واسم فاعله كذا واسم مفعوله كذا وهم لم يسمعوا كل فعل وكل اسم فاعل وكل اسم مفعول…. ومثل ذلك قالوا : ما كان من الأسماء على وزن فعْل بفتح الفاء، وسكون العين: وكان ثلاثيا صحيح الفاء والعين غير مضعف، نحو دهر وشهر، فجمعه في التكسير للقلة على وزن أفعل، نحو أدهر وأشهر وأنفس، وجمعه في التكسير للكثرة على وزن فعول نحو: دهور وشهور ونفوس..
2. إن النحاة قاسوا على كلمة وردت كلمات أخرى من قبيلها، من ذلك قولهم "موّيت" إذا كتبت ما و لويت، ودولت دالا جيدة، وزيت زايا. .
3. إن الطريقة التعليمية التي استخدمها النحويون والصرفيون جعلتهم يتوسعون في ذلك إلى حد بعيد/ فيقولون : كيف تصوغ على وزن صمحمح من الضرب، والقتل و الخروج، فتقول: ضربرب، ومن القتل قتلتل، ومن الخروج خرجرج.
4. اختراعهم علة لما ورد ثم قياسهم عليها. كأن يعللوا قلب الواو والياء ألفا بأنهما متى تحركتا حركة لازمة وانفتح ما قبلهما قلبتا ألفا. ثم يقيسون على ذلك.

والواقع أن هناك فروقا كبيرة بين اللغة كما حكيت عن العرب ، وكما قعّـــدها النحاة (أي وضعوا لها قواعد). فاللغة نفسها لا تخضع دائما للقياس، ولا تسير دائما على قواعد.
والعرب لا يعرفون ما وضع النحاة ، وهم إن فهموا منهم بعض النحو، فإنهم لا يفهمون كلمهم في الصرف.

قال عمار الكلبي وقد عيب عليه بيت من شعره:
ماذا لقينا من المستعربين ومن *** قياس نحوهم هذا الذي ابتدعوا؟
إن قلت قافية بكرا يكون بها *** بيت خلاف الذي قاسوه أو درعوا
قالوا: لحنت. وهذا ليس منتصبا*** وذاك خفض ، وهذا ليس يرتفع
كم بين قوم قا احتالوا لمنطقهم *** وبين قوم على أعرابهم طبعوا
ما كل قولي مشروحا لكم، فخذوا *** ما تعرفون، وما ل تعرفوا فدعوا

= = = =
تعريف النحو:

النحو، كلمة عامة: تلقي أضواء على بعض الجوانب المتصلة بعلم النحو. فما هو النحو؟
قال ابن جني في كتابه الخصائص:
"النحو هو انتحاء سمت كلام العرب في تصرفه من إعراب وغيره: كالتثنية، والجمع، والتحقير والتكسير والإضافة والنسب، والتركيب، وغير ذلك ، ليلحق من ليس من أهل اللغة العربية بأهلها في الفصاحة فينطق بها وأن لم يكن منهم، وأن شذ بعضهم عنها رد به إليها. وهو في الأصل مصدر شائع، أي نحوت نحوا، كقولك قصدت قصدا، ثم خص به انتحاء هذا القبيل من العلم" ( الجزء الأول – صفحة 34)

فالنحو عند ابن جني على هذا هو : محاكاة العرب في طريقة كلمهم تجنبا للحن، وتمكينا للمستعرب في أن يكون كالعربي في فصاحته وسلامة لغته عند الكلام.
فالعلم الذي يضع القواعد التي تحقق هذين الغرضين هو علم النحو.

وأما العلوم الأخرى للغة، التي تتماشى وعلم النحو، فهي:

اللغة،
الصرف،
الاشتقاق،
النحو،
المعاني،
البيان،
الخط،
العروض،
القافية،
قرض الشعر،
انشاء الخطب،
الرسائل والتاريخ

= = = =
نشــــأة النحو:

كتبت في الجزء الأول من هذا الموضوع، كيف نشأت الحاجة لنشأة علم النحو، بدخول الأعاجم في الإسلام وانتشاء التلحين، فقام أبو الأسود الدؤلي ووضع علامات الشكل، وكانت في أول الأمر نقطا فوق الحرف للفتحة وتحته للكسرة وإلى جانبه للضمة، ولما أرادوا نقط الحروف لتمييزها بعضها من بعض، رأوا أن يفرقوا بين النقط التي للاعجام والنقط التي للشكل، فجعلوا كلا منها بلون خاص.
ثم عدلوا عن ذلك وجعلوا للشكل علامات اخرى هي حروف مد صغيرة فالضمة واو صغيرة والكسرة ياء صغيرة والفتحة الف مائلة قليلا.
ثم اتجه العلماء بعد ذلك إلى تمنمية النحو وإكمال أبوابه وتفصيل مسائله فنشط فريق منهم لذلك، وكان ميدان النشاط والبحث هو بلاد العراق في مدينتي البصرة والكوفة. . . مما أدى إلا خلاف بين البصريين والكوفييين كانت أسبابه: 1. تباين المدينتين في الموقع. 2. تباينهما في ميول السكان. 3. تباينهما في الطباع. 4. تباينهما في الصفاء في العروبة. 5. تباينهما في نهج البحث الذي سارت عليه كل منهما.

فقد اشتهر الخليل بن أحمد من البصريين في علم النحو، بينما اشتهر معاذ الهراء المتوفي سنة 187 هجرية في علم الصرف، وهو الذي أخذ عنه الكسائي ثم أخذ عن الكسائي: يونس بن حبيب المشهور.

كما اشتهر من الأسماء اللامعة في تلك الفترة: سيبوية (وهو عمرو بن عثمان بن قنيبر) وكان أعلم المتقدمين والمتأخرين بالنحو، وقد ذكره الجاحظ فقال: لم يكتب الناس في النحو كتابا مثله(يقصد كتاب سيبوية)، وقد أخذ سيبويه عن الخليل بن أحمد، وعن يونس بن حبيب وعن عيسى بن عمر الثقفي.
كما اشتهر الأصمعي (وهو عبدالملك بن قريب) وقد أخذ الأصمعي عن الخليل بن أحمد أيضا كما أخذ عن غيره. . وقد ذكر ابن النديم أن للأصمعي نيفا وأربعين كتابا في موضوعات مختلفة.
كما اشتهر أبو زيد الأنصاري (وهو أبو زيد سعيد بن أ,س الأنصاري من أهل البصرة) ، وقد أخذ عن أبي عمرو بن العلاء.
وكما اشتهر أبو عبيده معمر بن المثنى، مولى بني تميم ولد سنة 110 هجرية ، وأخذ عنه أبو عبيد القاسم بن سلام، وأبو عثمان المازني وأبو حاتم السجتساني
ولن ننسى الكسائي المتوفي سنة 189 هجرية واسمه علي بن حمزة مولي بني أسد، وأصله فارسي. وللكسائي عدة كتب في النحو والقراءات والأدب والنوادر.
ثم الأخفش الأوسط، وهو أبو الحسن سعيد بن مسعدة من أكابر أئمة النحاة الذي أخذ النحو عن سيبويه
ثم الفراء، وهو أبو زكريا يحيى بن زياد. الذي كان تلميذا للكسائي، والذي كان معلما لإبني المأمون.
وهناك أسماء كبيرة كثيرة بعد هؤلاء، ساهموا برفعة علم النحو كمثل: أبو عثما المازني والتوزي والسجستاني وأبو يوسف يقوب بن السكيب وأبو العباس محمد بن يزيد المبرد والأخفش الأصغر وابن خالويه وأبو علي الفارسي وابن جني والربعي والثمانيني والتبريزي والزمخشريوالمطرزي وابن الشجري وابن الخشاب وابن الإنباري وابن الدهان وابن الخباز والزبيدي بالأندلس وأبو بكر القرطبي وابن القطاع والأعلم والشأطبيوالشلوبين وابن عصفور وابن حيان الغرناطي وجودي بن عثمان الطليطلي والغازي بن قيس وعبدالله بن سوار بن طارق القرطبي ومحمد بن عبدالسلام بن ثعلبة الخشبي ومحمد بن عبدالله بن الغازي القرطبي والأفشين وابن معط وابن مالك الطائي الجياني وأحمد بن جعفر الدينوري والوليدب بن محمد التميمي المشهور بولاد وأحمد بن محمد بن ولاد وأبو جعفر أحمدج بن محمد بن اسماعيل النحاس ومحمد بن عيسى وابن يعيش وبان هشـــام وابن الحاجب وابن عقيل وابن الصائغ والشمني والسيوطي والشيخ حسن العطار والشيخ محمد الصبان. . . وغيرهم كثير كثير.

ولعل أول كتاب شامل في النحو هو كتاب سيبوية المتوفي سنة 183 هجرية ويأتي بعده من حيث الشمول كتاب "المفصل" للزمخشري المتوفي سنة 538 هجرية ، وهناك بعض الكتب أسرد أسماءها هنا للذكر فقط:
1
. رسالة الكسائي في نحو العامة
2. المذكر والمؤنث للفراء
3. المقصور والممدود لابن ولاد المصري
4. اعراب ثلاثين سورة من القرآن الكريم لبن خالويه
5. ملحمة الإعراب للحريري
6. إصلاح المنطق لابن السكيت
7. سر النحو لإبي العباس الكوفي
8. كتاب الكامل للمبرد
9. كتاب المقتضب للمبرد
01. الأمالي للزجاجي
11. الخصائص لأبن جني
21. سر صناعة الإعراب لابن جني
31. الأصول لابن السراج
41. الإيضاح والكلمة لأبي على الفارسي
51. المفصل للزمخشري
61. الكافية وشرحها لأبن الحاجب
71. الوافية وشرحها لإبن الحاجب
81. ألفية ابن معطٍ
91. ألفية ابن مالك
02. كتب ابن هشام في النحو والصرف
12. كتب السيوطي
22. جمع الجوامع في النحو وشرحه المسمى همع الهوامع للسيوطي
32. الاقتراح في أصول النحو للسيوطي.

* * * * *
ضرورة تعلم علم النحو :
مع أن الكثرة الكثيرة من الناس تشكو من درس النحو العربي، وما تعانيه من الكد في سبيل إتقانه وإقامة ألسنتها وأقلامها عليه، إلا أن هذا التأفف والمعاناة، لا محل لهما، ذلك لأننا لا نعرف لغة اهتم بها أهلها قدر ما لقيت العربية من اهتمام، ومنذ عصر الخلفاء الراشدين رضوان الله عليهم، والعلماء يتتابعون واحدا في إثر واحد ومدرسة بعد مدرسة، في إنشاء النحو العربي وتطويره وتأصيله، حتى بلغ مرحلة من النضج العملي والوضوح النهجي لم يبلغها علم آخر.

حتى غير العرب، قد تنبهوا لوضوح قواعد اللغة العربية، فذكر ذلك كثير من المسترقين ، فهذا يوهان فك يقول: "ولقد تكلفت القواعد التي وضعها النحاة العرب في جهد لا يعرف الكلل، وتضحية جديرة بالإعجاب بعرض اللغة الفصحى وتصويرها في جميع مظاهرها ، من ناحية الأصوات ، والصيغ، وتركب الجمل ومعاني المفردات على صورة شاملة حتى بلغت كتب القواعد الأساسية عندهم مستوى من الكمال لا يسمح بزيادة لمستزيد" (كتاب "العربية" دراسة في اللغة واللهجات والأساليب، تأليف يوهان فك الألماني وترجمة الدكتور عبدالحليم النجار بمطبعة الخانجي بالقاهرة سنة 1951 ، الصفحة الثانية.)

مع أني أرى ، أن طريقة تدريس النحو في مدارسنا وفي جامعاتنا غير صالحة في نقل ما وضعه النحاة إلى الناشئة والدارسين، ولعل ضعف مدرس العربية ثمرة من ثمرات التخطيط الذي أشرت إليه هنا، فاعيب – في الحق – ليس في النحو العربي ولكنه يكمن فينا نحن لا جدال.

ودليلي على هذا أنني رأيت شبابا من الأوربيين يتكلمون النحو العربي ويتقنونه ويرجعون في إلى مصادره الأولى كما أنني أرى أعدادا لا حصر لها – كل يوم – ممن يمارس اللغة فيتقنها كتابة وضبطا وأداء.

وفي رأيي أن النحو أساس ضروري لكل دراسة للحياة العربية، في الفقه والتفسير والأدب والفلسفة والتاريخ وغيرها من العلوم، لأنك لا تستطيع أن تدرك المقصود من نص لغوي دون معرفة بالنظام الذي تسير عليه هذه اللغة.

يقول عبدالقاهر: "إن الألفاظ مغلقة على معانيها حتى يكون الإعراب هو الذي يفتحا، وأن الأغراض كامنة فيها حتى يكون هوة المستخرج لها، وأنه المعيار الذي لا يُتبين نقصان كلام ورجحانه حتى يُعرض عليه، والمقياس الذي لا يُعرف صحيح من سقيم حتى يرجع إليه، ولا ينكر ذلك إلا من ينكر حِسّــه،وإلا من غالط في الحقائق نفسه" وعبدالقاهر هو الجرجاني، صاحب كتاب الإعجاز، وتستطيع أن تقرأ قوله هذا في الصفحة الثالثة والعشرين من طبعة المنار سنة 1131 هجرية.

وإني أرى أن أفضل طريقة لتدريس مادة النحو،هي الطريقة القديمة إلى جانب الدرس التطبيقي، فقد كان هذا هو نهج العلماء، أما أن يحفظ المتعلم أو الطالب القاعدة صما دون أن يعرف خفاياها، فهذا لن يفيده شيئا.

وسأحاول أن أتبع هذه الطريقة في ما سيأتي من أجزاء، ومن لا يود انتظاري حتى أنتهي من كتابة هذه الأجزاء، فأستطيع أن أحيله إلى كتاب قيم في النحو، كتبه أستاذي الفاضل: الدكتور عبده الراجحي، واسمه: التطبيق النحوي، فبه مواضيع شتى، يستفيد منها المعلم والمتعلم. = * = * = *

حول موضع: النحو العربي يحتضر ، كتب بشير البحراني:

((بصمت خجول يحاولون سحب البساط من تحت علم النحو العربي، ويدعون أننا نعيش في عصر السرعة؛ فينبغي أن يكون كلامنا بلا تكلف في حركات الإعراب.

وهذه الحجة غير منطقية وغير كافية لكي نحكم على النحو بالموت صلباً على أبواب العلوم اللغوية العربية، فحين ينتصر هؤلاء الدعاة، وينجحون في إخراج النحو من عالم المنطوق؛ تنقلب الأمور عكس ما يريد راغبوها، فيحتاج القاضي حينئذ إلى فترات طويلة لمعرفة القاتل في الجملة التالية: (قتل الجندي محمد)، ولعله يصدر حكماً خاطئاً، إذ يُحتمل أن يكون الجندي هو القاتل: (قَتَلَ الجنديُّ محمداً)، ويُحتمل أن يكون محمد هو القاتل: (قَتَلَ الجنديَّ محمدٌ)، ويحتمل أن تكون الجملة لا تحتوي إلا على اسم المقتول ومهنته: (قُتِلَ الجنديُّ محمد). وبذلك يتضح أن ترك النحو يستلزم التأخر وضياع الوقت لا السرعة.

وكثيراً ما يستشهد المسلمون على أهمية النحو بما جاء في الآية الثامنة والعشرين من سورة فاطر في القرآن الكريم: {إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ}، إذ أن برفع لفظ الجلالة (الله) ونصب (العلماء)؛ يتغير المعنى كلياً، فتأمل.

ولا أجد نفسي مضطراً للحديث عن أهمية النحو في لغتنا العربية أكثر من ذلك، ولست مضطراً -أيضاً- للحديث عن وسائل الإعلام المرئية والمسموعة التي ساهمت بشكل كبير في الترويج إلى اللغة في معزل عن النحو، بل واستبدلت الفصحى بالعامية الغنوج، ولا عن المثقفين ورجال الفكر الذين صنعوا لغة حوار خاصة بهم لا تعرف الإعراب والنحو، حتى صارت تسمى بـ(لغة المثقفين).

وإنما أُريد أن أُلقي باللوم على رجالات النحو والغيورين عليه، وعلى رأسهم أساتذة النحو العربي في جامعاتنا الموقرة! الذين لم يتقنوا فن اختيار المنهج، ولم يبحثوا عن التطوير والتجديد فيه.

ولا أدري لِمَ الإصرار على اختيار مناهج تعليمية من كتب قديمة لا همَّ لها إلا عرض آراء لا محل لها من الاستخدام الجملي واللغوي؟ فتلحظ الطالب يعيش في دوامة من الآراء العقيمة والشاذة على مذهب الكوفيين أو مذهب البصريين أو على لغة تميم أو هُذيل أو عُقيل أو غيرها من القبائل التي اختفت من الحياة.

وفي صفحة عشوائية من كتاب (شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك) –أحد أشهر مناهج النحو في الجامعات-، نجد مسألة نحوية في حكم المحصور بإلا، فيذكر أن فيها ثلاثة آراء؛ أولها مذهب أكثر البصريين والفراء وابن الأنباري، والثاني مذهب الكسائي، والثالث مذهب بعض البصريين والجزولي والشَّلَوْبِين. ولم يُرجح أي رأي من هذه الثلاثة على الإطلاق، فبأيها يعمل الطالب؟

حينما كنت أدرس في الجامعة بليت بأستاذ يرغمنا على حفظ كل أبيات الشواذ التي جاءت على لغات القبائل العربية المندثرة والمذكورة في كتاب (شرح ابن عقيل)، وكانت كل أسئلة امتحانه تبدأ بهذه العبارة: اذكر الآراء الشاذة في مسألة (كذا) مع الاستشهاد بما توافر من شعر وأقوال.

إن هذه المناهج القديمة ساهمت في صنع حالة من النفور تجاه علم النحو. ونحن حين نقول ذلك، فلا نقدح أو نقلل من قيمة العلماء الذين كتبوها، بل ما نصبو إليه هو الإشارة إلى ضرورة اعتماد مناهج حديثة وعصرية في علم النحو، تقدم المعلومة بسهولة ويسر، وبصورة مباشرة غير معقدة، وفي تصوري أن المكتبة العربية غير قاصرة عن هذا النوع من الكتب.

وحين يتم ذلك سنجد الجامعات تخرج أجيالاً من العارفين بأسرار النحو في الكلام.. فلعل ذلك ينقذ هذا العلم الذي دوَّت حشرجته على أعتاب الاحتضار اللغوي. ))

ــــ* * *ــــ* * * * ــــ

*عن صحيفة إيلاف الإلكترونية.

= = * = * = *

بهذا، فإني أخالف بشير البحراني – مع احترامي لعلمه – فقط في طرح طريقة لتدريس علم النحو ، فهو يرى أن يتبع نظاما حديثا، وأنا أرى أن يعتمد الأسلوب القديم مضافا إليه التطبيق، وبدون التطبيق، لا يمكن فهم المتعلم لأي قاعدة نحوية.

= = =

بهذا أنهي الجزء الثاني من المقدمة، فقد كانت المقدمة جزأين: أولهما عن اللغة العربية، وثانيهما عن تاريخ مختصر لعلم النحو وعلمائه والسبب في ضرورة تعلمه، ورؤيتي لطريقة تدريسه. أعاننا الله على خدمة لغة كتابة الكريم

نقلته لكم لتعم الفائدة

سبحان الله و الحمد لله

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.