تخطى إلى المحتوى

الثبات على الحق



[frame="1 80"] قصتين لر جلين ثبتوا على الحق

القصة الأولى : قصة الإمام أحمد بن حنبل

في عهد الإمام , تداول الفلاسفة كلاماً يتعلق بالقرآن كلام الله تعالى لا تقبله الشريعة , واستمر الأمر لدرجة أن صدقه بعض الناس .. فوقف الإمام أحمد مدافعاً عن عقيدتنا في آي القرآن …
ووقف في وجهه أصحاب الرأي الآخر يحاربونه .. ويطلبون منه تغير كلامه وهو يرفض … إنه حق واضح وقضية منتهية .

وبسبب رفضه وثباته على الحق والعقيدة سُجن , وكان يقول : " أنا لا أخاف فتنة السجن فما هو وبيتي إلا واحد … ولا أخاف فتنة القتل فإنما هي الشهادة … إنما أخاف فتنة السوط " .


فأخذوه ليجلدوه , فظهر على وجه الإمام أحمد الخوف والجزع .. وعند خروجه إلى الساحة , لاحظ لصٌ شهير في أيامه اسمه أبو هيثم الطيار هذا القلق على وجهه , فقال له : يا إمام … لقد ضُربت 18000 سوط بالتفاريق (أي على امتداد عمري السرقيَ ) وأنا على الباطل فثبت , فثبت أنت على الحق !

ثم تابع كلامه قائلاً :يا إمام , فإن عشتَ , عشتَ حميداً , وإن متَ , متَ شهيداً … فيقول الإمام أحمد : فثبتني .

وقد ظل الإمام كل ليلة يدعو لأبي هيثم الطيار : اللهم أغفر له … فلما سأله ولده : يا أبتِ هو سارق , قال ولكنه ثبتني ….

اثبت على الحق … وسترى كيف سيعينك الله على الثبات ..

ويؤخذ الإمام ويُضرب … يقول الجلاد الذي ضربه ((لقد ضربته ضرباً لو كان فيلاً لهدته ! … وفي كل مرة أتهيأ لضربه أقول في نفسي : السوط القادم سيخرج من فمه , من شدة ما تسلخ ظهره ))

ويمر عليه رجل وهو يُضرب فيقول له : هل آتيك بماء ؟ فينظر إليه ويقول أنا صائم !

انظر إلى هذا الثبات …. وبعض الناس ربما أصابه الهمّ القليل والألم البسيط في خدمته للدين فيترك النوافل …. ويترك التلاوة …!!

ويأتي رجل للإمام أحمد بن حنبل فيقول له : يا ابن حنبل لقد ضعفتَ وأنت ذو عيال (يقصد : قل لهم بما يريدون لترتاح …) فيرد قائلاً : إن كان هذا هو عقلك فقد استرحت !
ثم ينظر إليه الإمام ويقول : "
انظر إلى الناس , يريدون مني كلمة , وفي ذلة العالِم ذِلّة العالم " .

كيف استطاع أن يثبت ؟ … لقد عاش الإمام أحمد على الثبات وألفه ..
وقد قال أحد تلامذته عنه : لقد صحبت الإمام عشرين سنة , صيفاً وشتاءً , حراً وبرداً , ليلاً ونهاراً , فما لقيته في يوم إلا وهو زائد عليه بالأمس !

ثبات عجيب على الحق والعمل له والتزود من ينابيعه …


القصة الثانية:المجاهد عمر المختار

المجاهد الشيخ عمر المختار كان يجاهد وعمره 73 سنة … أمضاها في معرفة الحق والثبات عليه …
لن أتكلم عن حياته بل سآخذ لقطة منها … دقائق معدودة .. ولكنها تحكي الكثير عن ثبات هذا الرجل .. وذلك عندما قبض عليه من قبل الدولة الإيطالية ليُحاكم ..
اللقطة تصور عمر المختار يُستجوب من قبل ضابط إيطالي يسأله :
– هل حاربت الدولة الإيطالية ؟

– نعم .

– وهل شجعت الناس على حربها ؟
– نعم .

وهل أنت مدرك عقوبة ما فعلت؟
– نعم.
وهل تقر بما تقول ؟
– نعم .

– منذ كم سنة وأنت تحارب السلطات الإيطالية ؟
– منذ 10 سنين .

– هل أنت نادم على ما فعلت ؟
– لا .
– هل تدرك بأنك ستُعدم ؟
– نعم .
– فيكلمه القاضي في المحكمة بقوله : أنا حزين بأن تكون هذه نهايتك!

– فيرد عليه عمر المختار : بل هذه أفضل طريقة أختم فيها حياتي ! …

ويحاول القاضي أن يغريه , فيحكم عليه بالعفو العام مقابل أن يكتب للمجاهدين في ليبيا أن يتوقفوا عن الجهاد ضد الإيطاليين , فينظر إليه عمر ويقول كلمته المشهورة :

" إن السبابة التي تشهد في كل صلاة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله , لا يمكن أن تكتب كلمة باطل "

ومات … مات شهيداً … ولكنه بقي حياً في سجل الخالدين الثابتين على الحقّ
[/frame]

سبحان الله و الحمد لله

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.