تخطى إلى المحتوى

أولـــويـــات و ضـــرورات الحيــــاة

  • بواسطة


بســــم الله الرحمــــن الرحيــــم

المجتمعات بكل مكان بالعالم قائمة على نظام يرتب معيشتها و يحدد السلوكيات المقبولة فيها , غالبية هذه الأنظمة بنيت على أساس أعراف متعارف عليها كان الهدف منها خلق سلوك يحافظ على قيم هذا المجتمع و أولوياته نذكر منها العدالة و النظافة العامة وغيرها , هذا طبعاً على مستوى المجتمع و الأمر يصبح بصورة أقل وضوحاً على مستوى الأفراد حيث أن سلوكيات الإنسان و توجهاته تحكمها أولوياته التي تبناها و أقتنع بها .

الأولوية هي الأفضلية في الاختيار لأمر معين و تفضيله على أمور أخرى, مثل أن تتعشى برغر في ماكدونالدز أو نفر مندي في الرومانسية

أحمد شاب تخرج من جامعة الملك سعود بتخصص هندسة معمارية و بمعدل عالي يؤهله للعمل بوظيفة معيد عرضتها عليه كلية العمارة بالجامعة , في نفس الوقت عنده عروض من مكاتب هندسية للعمل لديها كمهندس تخطيط, ممدوح المستشار و الصديق القريب لأحمد, كانوا مجتمعين مع بعضهم بالإستراحة من بدري قبل ما يجتمعون الشباب و دار في خاطر أحمد يسأل ممدوح

أحمد : أقول وين الشباب ما سيروا؟
ممدوح : أبد هم على وصول أنت عارف المسافة و زحمة الطريق و جاك ساهر كمل عليهم
أحمد : يالله بسلامتهم, إلا ممدوح أسألك معيد بجامعة و إلا مهندس بمكتب ؟؟
ممدوح : أجل ردوا عليك
أحمد : أيه والله كلهم ردوا علي اليوم, الصباح الجامعة و الضحى المكتب الهندسي
ممدوح : زين والله أجل العالم متجالدين عليك يا ولد من قدك
أحمد : والله أنا اللي داخلي أتجالد مدري وين أروح
ممدوح : أفا ليه طيب
أحمد : مدري والله أحس أني متشتت و مو قادر أني أخطط على شي
ممدوح : ……
أحمد : يا خي يا شين أنك تحس عمرك ضايع منت عارف تقرر شي بأمر مصيري زي كذا
ممدوح : والله دامك تشوف نفسك مشتت و ضايع أبدأ أجل جمع عمرك
أحمد : كيف يعني؟؟
ممدوح : أنت وش تبي ؟؟
أحمد : كيف أنا وش أبي !!
ممدوح : ركز معي أنت توك طالع من الجامعة و من الدراسة, هل عندك إستعداد ترجع تدرس ثانية ماجستير ثم دكتوراة و إلا تقول لا والله ودي أشتغل بيدي و أطبق اللي درسته عملياً
أحمد : والله مدري
ممدوح : هنا مربط الفرس لازم تدري, إذا أنت مو عارف كيف تبيني أنا أدري عنك
أحمد : ……
ممدوح : أحمد أنا أعرفك زين ولد طموح و ذكي و لك مستقبل بس يبيلك تهدى على عمرك و تحسبها صح عشان ما تظلم نفسك و تنغبن و لا تخذل ثقة الناس اللي بيوظفونك
أحمد : و أنا أشلون أعرف ؟؟
ممدوح : سهلة حدد أنت وشي ميولك و وشي طموحاتك ثم أكتبها و رتبها على شكل أولويات الأهم فالمهم و على أساسها قرر
أحمد : وش رايك نكتبها الحين
ممدوح : خذ هذا ورقة و قلم و إبد فيها بنفسك أنا بروح أضبط لنا شاهي يروقلك هالطاسة اللي عادها راس و بعدين إذا يحتاج الأمر عاونتك, المهم أنك تبداها بنفسك

أحمد كتب على الورق كل اللي باله من أولويات و اللي على أساسها إختار وظيفة المكتب الهندسي على الجامعة.

لكل واحد فينا تطلعات و طموحات يصعب عادة الجمع بينها, منها الزواج و العمل و المال و أمور حياتية كثيرة , في زحمة الحياة ننسى أنفسنا أحياناً حتى أننا نضيع بين رغباتنا و بين واقعنا و نتناسى النعم اللي عندنا و اللي تستاهل الرعاية منا, من ضمن المشاكل اللي نعانيها تضييع الأولويات حتى صار الواحد مو عارف وش يبي, إذا عرفنا كيف نقدر نرتب أولوياتنا راح نقدر نتحاشى الدخول في مشاكل كثيرة (مالية, زوجية,…..و غيرها).

من الممكن تفضيل الأولويات من خلال جدول بسيط يتضمن تصنيف صفة الأولوية ( أولوية عاجلة أو غير عاجلة) و من خلال تصنيف نوعيه الأعمال إلى (مهمة جداً , مهمة , غير مهمة) و على حسب قناعاتنا نستطيع أننا نرتب أولوياتنا, فالأولوية تبنى على أساس قناعات الشخص و ما يؤمن به و بالتالي لا شيء ممكن تصنيفه على أنه خطأ أو صواب في ترتيب الأولويات , المسألة فقط هو أن تؤمن بأهمية مسألة معينة و تصنفها كأولوية لك أو أن لا تؤمن بها.

فـــــائـــــــدة

آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان وأبي الدرداء ، فزار سلمان أبا الدرداء ، فرأى أم الدرداء متبذلة ، فقال لها : ما شأنك ؟
قالت : أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا .

فجاء أبو الدرداء ، فصنع له طعاما ، فقال : كل
قال : إني صائم
قال : ما أنا بآكل حتى تأكل ، قال : فأكل.
فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم ، قال : نم ، فنام ، ثم ذهب يقوم ، فقال : نم ، فلما كان من آخر الليل قال سلمان : قم الآن ، فصليا
فقال له سلمان : إن لربك عليك حقا ، ولنفسك عليك حقا ، و لأهلك عليك حقا ، فأعط كل ذي حق حقه.

فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : صدق سلمان . رواه البخاري

سبحان الله و الحمد لله

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.