القيادة الرشيدة وعبر التاريخ لم تقصر أبدا في إعطاء الأنسان السعودي التقدير المعنوي والمادي وهذا الكلام ليس مدحا أحاول من خلاله التملق بدبلوماسية مخزية بل أن الشواهد تؤكد أن صوت الأنسان السعودي مسموع لدى قادته ولكن من يوصل الصوت ؟؟؟؟
تكريس السياسة التي تمنع محاصرة قيادات الدولة من الإداريين وأعني الوزراء وعدم مساءلتهم من قبل ممثلين من الشعب كما هو سائر في جميع البلدان جعل من بعض الوزراء في بحبوحة من العيش الرغيد وسط مخرجات فاشلة وقرارات عكسية ذهب ضحيتها الشعب المسكين وبقي البعض متنعمين بمناصبهم ومكاتبهم التي تتطارد داخلها البعارين…!!!
وزراء لايعنيهم أي صوت للمواطن ولا أي لدمعة فقير أو أنين مريض أو حق موظف غلبان ظهر الشيب براسه يحلم بترقية بعد ان توقف راتبه منذ عشرات السنين او معلمة أجبروها على العمل بنظام البند وفي قرية تبعد عن مسكن أولادها مئات الكيلومترات ثم قذفوها بمستوى غير مستحق ودهسوا سنين خبراتها وكأنها أنثى لاقيمة لها ولا اعتبار ..!!
وزير يتكيء على ثلاثين مليار من الريالات يعجز عن توفير علاج لأبناء الوطن ويفشل في جلب أطباء زي الناس بل يجلب أحيانا أطباء مزيفين ويجبر الفقراء ومحدودي الدخل غصبا على الذهاب للمستشفيات الخاصة اللاهثة خلف محفظته ويهرول وراء الفلاشات ليؤكد من زاوية الإعلام المتواطئة مقولة (كله تمام ياريس) ..!!
وزير يسمع ويشاهد الأخطاء الطبية الكوارثية والأمراض المتفشية بالشعب همه الوحيد هو الدخول للمستشفيات بزيارات مفاجئة ولانعرف كيف تكون مفاجئة وصور معالية تتصدر من الغد وسائل الإعلام ..!!
وزير آخر يرفض التناغم مع التطورات التي تحدث بالعالم وبالطفرات والمستجدات فيظل يعمل بنظام اسسه معلمي شاورما قبل ستين عاما ليذهب الموظف السعودي ضحية للعقلية التي ترفض التغيير ويتسمر في مكتبه يتوسل ترقية هنا أو بدلات هناك تسانده على معترك الحياة كما كان أسلافه يفعلون قبل ستين عماما والسبب روح متمسكة بصورة الجنادرية ترفض إحداث نقلة يستفيد منها الموظفين..!!
وزير آخر لايعترف بالمرأة ولايلقي لها بالا فهي في نظره من سقط المتاع فلاحقوق مادية ولا وظيفية ولافرص عمل مختلفة ولاترقيات ومن يعرف واقع الموظفات والمعلمات يدرك أنه أمام بحر من الظلم الأسود واللامنطقي الذي تتعرض له المرأة السعودية حتى اصبحت الوافدات أكثر منها احتراما وتقديرا ماديا ومعنويا وللتأكيد فما عليكم إلا إلقاء نظرة على بنود التعاقد مع الوافدات ومشاهدة المزايا التي تحرم على المرأة السعودية..!!
وزير آخر لايعترف بارتفاع أسعار البترول أو انخفاضها أو استقرارها فهي عنده ومستشاريه سواء فالوظائف بالقطارة وعلى أدنى المستويات والدرجات لوطن يعيش في بحبوحة من العيش رغم كل الأزمات التي مرت به ..!!
هؤلاء الوزراء هم قيادات ليسوا فوق مستوى النقد الشعبي فهم مواطنون أقسموا أمام مليكهم على خدمة الوطن والشعب بأمانة وأخلاص وهم بشر معرضون للفشل شأنهم شأن أي مخلوق لكن المحزن جدا أنهم درسوا في مدرسة الملك العادل الملك الأبي الملك الأنسان عبدالله بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه وهي مدرسة تحمل مناهجها أصناف متعددة من الرقي وحب الشعب والسعي لخدمته والعمل الجبار نحو تكريس التنمية للإنسان السعودي وقد رسبوا في اجتياز الكثير من مناهج ملكنا العادل ولهذا جاءت توجيهات ملك الإنسانية في مواقف عديدة آخرها قضية المعلمين والمعلمات كطوق نجاة كعادة الملك الشهم ولتؤكد أننا أمام وزراء لايستحقون مقعدا في مدرسة ملك العدل والإنسانية ..
هل يجب على المواطن السعودي أن يصل لقمة الهرم الحكومي الإداري عند كل معضلة تواجهه ؟؟
بقاء الوزراء دون مسائلة ديموقراطية جادة وحازمة من ممثلين عن الشعب هو عامل رئيسي في تقوقع الفشل واستمرار السلبيات وتكريس المركزية وقد استبشرنا خيرا بمجلس الشورى لكن الواضح أن تشتت المواضيع داخل ملفاته وتأخره في الدخول للقضايا الطارئة جعل منه مشروعا لايحظى بقبول الشعب باعتراف صريح من رئيسه الفاضل الخلوق..
وإحقاقا للعدالة فهناك وزراء نابغين مميزين صدورهم تتسع للجميع قدموا خدمات جليلة وايجابية لوطنهم وهؤلاء يعرفهم الجميع من دون الإشارة لهم وهم فعلا يستحقون كل شكر وتقدير..
كل الحب لك أيها الوطن الكبير وليكن شعارنا المكاشفة من أجل التصحيح وليكن قدوتنا ملك العدل خادم الحرمين الشريفين الذي طالب باالانتقاد الايجابي نحو التصحيح ولامكان لوزراء راسبين لايعرفون كيف يقدمون الحق لشعب ميزته الوفاء والصبر والاحترام لوطنه وقادته…
فاصلة أخيرة :
الأخوة والأخوات الذين أمطرت رسائلهم الجميلة بريدي الإلكتروني بعد مقال ( سعوديون بقلوب حقيرة) أقول لهم : أنا عاجز عن شكركم ولا أجد إلا أن ادعوا لكم رب العزة والجلال بأن يوفقكم ويسعدكم ويشفي مرضاكم ويرزقكم كل ماتتمنوه أنه سميع مجيب..
سلطان إبراهيم المهوس