تخطى إلى المحتوى

وصية عبدالله بن شداد لأبنه



وصية عبد الله بن شداد لابنه
يعتبر الكتاب نعم الأنيس في ساعة الوحدة ؛وأفضل زائرو نزيل ؛وقد أجاد الأولون في العناية بنتاج أفكارهم؛ وأتقنوا الاختيار في تسجيل ما يمثل مجتمعاتهم؛ وبرعوا في الخطة التي انتهجوها لذلك ؛ ( وكتاب الامالي ) لأبي علي إسماعيل بن القاسم القالي البغدادي ؛ احد كتب التراث التي إن شئت ضحكت من نوادرها وعجبت من غرائب فوائدها ؛وإن شئت الهتك نوادرها وشجعتك مواعظها …وقد اخترت لكم الوصية التالية بتصرف ؛ آمل معه آن تنال رضاكم؛؛؛

قال المؤلف حدثنا أبو بكر رحمه الله قال اخبرنا السكن بن سعيد عن محمد بن عباد عن ابن ال***ي عن أبيه قال: لما حضرت عبد الله بن شداد بن الهاد الوفاة دعا ابنا له يقال له محمد,فقال يا بني إني أرى داعي الموت لا يقلع,وارى من مضى لا يرجع,ومن بقى فإليه ينزع,واني موصيك بوصية فأحفظها,عليك بتقوى الله العظيم,وليكن أول الأمور بك شكر الله وحسن النية في السر والعلانية,فان الشكور يزداد,والتقوى خير زاد,وكن كما قال الحطيئة:.
ولست أرى السعادة جمع مال ولكن التقي هو السعيد
وتقوى الله خير زاد ذخرا وعند الله للأتقى المزيد
ثم قال يا بني لا تزهدن في معروف,فان الدهر ذوصروف,والأيام ذات نوائب,على الشاهد والغائب,فكم من راغب قد كان مرغوبا إليه,وطالب أصبح مطلوبا مالديه,واعلم أن الزمان ذو ألوان ومن يصحب الزمان يرى الهوان,وكن يا بني كما قال أبو الأسود الدؤلي:.
وان آمرا لا يرتجي الخير عنده يكون هينا ثقلا على من يصاحب
فلا تمنعن ذا حاجة جاء طالبا فانك لا تدري متى أنت راغب
ثم قال:يا بني كن جوادا بالمال في موضع الحق,بخيلا بالأسرار عن جميع الخلق,فان احمد جود المرء الإنفاق في وجه البر,وان احمد بخل الحرالضن بمكتوم السر,وكن كما قال قيس بن الحطيم الأنصاري:.
أجود بمكنون التلاد وإنني بسرك عمن سألني يضنين
وعندي له يوما إذا ما ائتمنتني مكان بسودا الفؤاد مكين
ثم قال:يا بني وان غلبت يوما على المال,لا تدع الحيلة على حال,فان الكريم يحتال,والدني عيال,وكن أحسن ما تكون في الظاهر حالا,اقل ما تكون في الباطن مالا,فان الكريم من كرمت طبيعته,وظهرت عند الإنفاذ نعمته,وكن كما قال بن خذاق العبدي :
فأكرم ماتكون على نفسي إذا ما قل من الأزمات مالي
وان نلت الغنى لم اغل فيه ولم اخصص بجفوتي الموالي
ثم قال: يا بني, وان سمعت كلمة من حاسد, فكن كأنك لست بالشاهد, فانك إن أمضيتها حيالها, رجع العيب على من قالها, وكان يقال الأريب العاقل, هو الفطن المتغافل, وكن كما قال حاتم الطائي:
وما من شميتي شتم ابن عمي وما أنا مخلف من يرتجيني
وذو اللونين يلقيان طليقا وليس إذ تغيب يأتيني
سمعت بعيبه فصفحت عنه محافظة على حسي وديني

ثم قال: يا بني,لا تؤاخ امرئ حتى تعاشره,وتتفقد موارده ومصادره,فإذا استطعت العشرة,ورضيت الخيرة,فواخه على إقالة العثرة,والمواساة في العسرة,وكن كما قال المقنع الكندي:.
ابل الرجال إذ أردت إخاءهم وتوسمن فعالهم وتفقد
فإذا ظفرت بذي اللبابة والتقى فبه اليدين قرير عين فاشدد
ثم قال:يا بني,إذا أحببت فلا تفرط,,وإذا أبغضت فلا تشطط , فانه قد كان يقال:أحبب حبيبك هونا ما,عسى أن يكون بغيضك يوما ما,وابغض بغيضك هونا ما,عسى أن يكون حبيبك يوما ما,وكن كما قال هدبةالخشرم العذري:.
وكن معقلا للحلم واصفح عن الخنا فانك راء ما حييت وسامع
وأحبب إذا أحببت حبا مقاربا فانك لا تدري متى أنت نازع
وابغض إذا أبغضت مقاربا فانك لا تدري متى أنت راجع
ثم قال :يا بني ؛ عليك بصحبة الأخيار وصدق الحديث, وإياك و صحبة الأشرار فإنهم عار وكن كما قال الشاعر:
ودع الناس فلا تشتمهم وإذا شاتمت فاشتم ذا حسب
إن من شاتم وغدآ كالذي يشتري الصفر بأعيان الذهب
واصدق الناس إذا حدثتهم ودع الناس فمن شاء كذب

سبحان الله و الحمد لله

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.