عجبت كثيراً عند تعييني في نجران قبل بضع سنوات من بعض من سبقوني في التعليم
فبدل أن اسمع منهم كلمة مبروك سمعت كثيراً كلمة ( الله يعينك )
كنت أظن أنهم يقصدون البعد والغربة
ولكن … ما أن قدمت إلى نجران وبدأت في التعامل مع ادارة التربية هناك حتى فهمت المغزى
إنها بالفعل وزارة مستقلة بقراراتها وتعاميمها وكل موظف بها يرى أنه برتبة وزير !!
أما المعلم في نظرهم فلا يرونه إلا أقل من الطالب بدرجات فيعاملونه كالأجير الذي لا يملك من أمره شيء
وما أن تصدر وزارة التربية والتعليم الحقيقية تعميماً يخول لادارات التعليم القرار حسب ما تراه
حتى نبكي قهر خصوصاً إذا كان في الأمر إجازة لأننا نعلم مسبقاً أن وزارتنا الخاصة في نجران
تفضل مثل هذه التعاميم لكي تفرد عضلاتها وتستعرض سلطتها وقدرتها على المعلمين
ليس هذا فحسب بل أنا في كثير من الأوقات بالرغم من أني معلم للصفوف الأولية إلا أني أسمع عن الكثير من المعلمين
الذين غادروا مدارسهم بناء على سماح ادارات تعليمهم لهم بالانصراف رغم أنهم معلمي صفوف عليا
أما أنا فكما ترى وزارتي الموقرة أن وجودي هنا ضروري لكي تري الوزارة الأم انها مخلصة !!
وما أن تأتي الاسابيع الأخيرة أو حتى اليوم الأخير من الدوام حتى ترى المشرفين والمتابعة يتسابقون لجمع الغنائم
فينطلقون للمدارس متقمصين شخصيات وادوار منكر ونكير والمعلم إن اشتكى فلمن يشتكي !
عندما يأتيه التهزيء من حامل لشهادة الثانوية أو الاعدادية وأنت تصغي إليه مطأطئ الرأس وأنت تحمل الشهادة الجامعية
وبالتأكيد تجده يحمل على المعلم الحقد والبغض الذي طالما انتظر فرصة لينتقم من المعلم
فلا أدري أي تشدد هذا الذي قد يفوق مدارس لا تبعد عن الوزارة ذاتها إلا ببضعة أمتار
وأي نظام هذا الذي كفل لهم محاربة المعلمين وتحطيمهم نفسياً ثم نطالبهم بالعمل المتفاني
وهذا الكلام ليس من شخص واحد غاضب بل يجمع عليه معظم المعلمون في نجران
فكم عانينا من تصرفاتها وتعاميمها الغير مسؤولة وتصرفات موظفيها الرعناء
وبالنسبة لي فالحمد لله تم نقلي أو بالأحرى إحيائي بعد ممات
ولن أقول لك يا وزارة التربية والتعليم بنجران وداعاً ولا إلى اللقاء بل هو فراق غير مأسوف عليه
وفرقا محمودة
:36_1_22[1]::36_1_22[1]::36_1_22[1]:
أعان الله اخواني المعلمين هناك
:36_19_3[1]::36_19_3[1]::36_19_3[1]: