تخطى إلى المحتوى

هل تسرح بالصلاة ???

  • بواسطة


السرحان والتفكير فى أمور الدنيا مشكلة لا يكاد ينجو منها أحد

حتى أن البعض قد ينقطع
عن الصلاة بسببها ولا شك أن التركيز فى الصلاة من أهم أركانها ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( أول ما يحاسب به العبد الصلاة : ينظر الله في صلاته ,
فإن صلحت صلح سائر عمله , وإن فسدت فسد سائر عمله) ..
ويقول صلى الله عليه وسلم ( اذا نودى للصلاة يحضر الشيطان بين المرء ونفسه يقول أذكر كذا وكذا لما لم يكن يذكر حتى لا يدري الرجل كم صلى .

ولعلاج مشكله السرحان فى الصلاة يجب تهيئة النفس قبل الصلاة بتخصيص دقيقة واحدة لتدبر عدة أمور:

أولاً : إستحضار هيبة الله تعالى
قبل أن تؤدي الصلاة هل فكرت يوماً وأنت تسمع الآذان بأن جبار السماوات والأرض
يدعوك للقائه في الصلاة ..
وأنت تتوضأ بأنك تستعد لمقابلة ملك الملوك ..
وأنت تتجه إلى المسجد بأنك تجيب دعوة العظيم ذي العرش المجيد ..
وأنت تكبر تكبيرة الإحرام بأنك ستدخل في مناجاة ربك السميع العليم ..
وأنت تؤدي حركات الصلاة بأن هناك الأعداد التي لا يعلمها إلا الله من الملائكة راكعون
وآخرون ساجدون منذ آلاف السنين حتى أضيئت السماء بهم ..
وأنت تسجد بأن أعظم وأجمل مكان يكون فيه الإنسان هو أن يكون قريباً من ربه الواحد الأحد .
وأنت تسلم في آخر الصلاة بأنك تتحرق شوقاً للقائك القادم مع الرحمن الرحيم .
الشوق إلى الله ولقائه نسيم يهب على القلب ليذهب وهج الدنيا ..
المستأنس بالله جنته في صدره وبستانه في قلبه ونزهته في رضى ربه ..
أرق القلوب قلب يخشى الله
وأعذب الكلام ذكر الله
وأطهر حب الحب في الله

ثانياً :- يجب عقد النية والتصميم على التركيز فى الصلاة ليتقبلها الله سبحانه وتعالى والإستعاذة من الشيطان

( ولقد شكا رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
( إن الشيطان قد حال بينى وبين صلاتى فقال له صلى الله عليه وسلم ..
فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل – أي انفخ مع رزاز خفيف لا يرى ولا يحس –
على يسارك ثلاثا قال ففعلت ذلك فاذهبه الله عني
وهناك عدة نقاط يجب مراعتها أثناء الصلاة لأن الهدف من الصلاة ومن كل العبادات هو إصلاح القلب .

ثالثاً :- إننا فى حديث مع الله فيجب ألا تؤدي الصلاة كمجرد
مهمه

فعندما تقرأ سورة الفاتحة في الصلاة تشعر بأنك في حوار خاص بينك وبين خالقك ذي القوة المتين .
فالصلاة مقسومة بينك وبين الله عز وجل ..

رابعاً :- إستحضار المعنى

بإشراك القلب والعقل مع اللسان فى تدبر كل كلمة والإحساس بها وبمعناها قال الله تعالى :
( والذين هم فى صلاتهم خاشعون ) ( سوره المؤمنون: 2)
ويساعد عليه النظر إلى موقع السجود أو بين القدمين ..

خامساً :- عدم النظر إلى السماء

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما بال أقوام يرفعون أبصارهم الى السماء فى صلاتهم فاشتد قوله فى ذلك حتى قال لينتهن أو لتخطفن أبصارهم .

سادساً :- عدم الإلتفات

فإن الإختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد
فإذا صليتم فلا تلتفتوا فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده فى صلاته مالم يلتفت فإذا ألتفت أنصرف عنه .

سابعاً :- عدم التثاؤب

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم التثاؤب فى الصلاة من الشيطان

عند التثاؤب يقبض الفكين على بعضهما جيداً أو بوضع اليد على الفم .

ثامناً : – عدم التشكك

لا يتشكك من أي هاجس فاذا تشكك من أي شئ كصحة وضوءه أو عدد الركعات
أستعاذ بالله من الشيطان وأكمل صلاته ..

تاسعاً :- عدم القراءة سراً وأيضاً عدم رفع الصوت عالياً

فيجب أن يسمع نفسه فقط لقوله تعالى فى سورة الاسراء
) ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا (

عاشراً :- إتقان الصلاة

وذلك يكون بالتأني فى أدائها وإعطاء كل ركن حقه وزيادة عدد التسبيحات فى الركوع والسجود
والدعاء عند السجود بتركيز في الرجاء في الله تعالى بإجابته ..

عند تذكر ما ننسى من أمور الدنيا أثناء الصلاة يجب عدم الإلتفات إليها لأن الله تعالى أقدر على
تذكيرنا إذا دعونا بذلك بعد الصلاة ..

ولا حرج من تكرار ما سبق أكثر من مرة والإستمرار فى دفع الشيطان فلذلك أجره
وهذه من الجهاد الذي سماه الصحابة الجهاد الاكبر ويجب عدم اليأس والإستسلام للهزيمة
بترك الصلاة والانقطاع عنها بحجة أنها تحملنا ذنوباً بدلاً من الحسنات
فهى حيلة أخرى من حيل الشيطان لتحقيق هدفه بإبعادنا
عن الصلاة فمن لا تقبل صلاته لا يقبل عمله فما بالنا بمن لا يصلي أصلاً ؟

سبحان الله و الحمد لله

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.