مهارة الإتصال لدى المشرف التربوي
ان الهدف الرئيسي للعملية التعليمية هو تحقيق التعلم وتعديل سلوكيات المتعلمين إلى ما هو مرغوب، لذا كان لابد من وجود آلية تضمن حسن سير عمليات التعلم إلى ما هو مخطط له، ومن هنا يبرز لنا الإشراف التربوي، حيث أصبح الإشراف التربوي يهتم بالوسائل والأساليب المستخدمة لتحسين العملية التربوية وتطويرها، فهو عملية قيادية تربوية هدفها تهيئة الفرص المناسبة لنمو المعلمين وتطويرهم مهنياً بهدف الارتقاء بمستوى التعليم وذلك عن طريق استخدام الأساليب التربوية الملائمة والاستفادة من التطورات المعاصرة (البدري، 2024).
ويذكر أولفا ( Oliva , 1993 ) أن وظائف الإشراف التربوي تندرج كالآتي:
أ- العمل على تحسين العملية التدريسية عن طريق الزيارات الصفية والاجتماعات ومشاهدة الدروس. ت
ب- العمل على تنمية المعلمين وتطويرهم مهنياً أثناء العمل عن طريق الاجتماعات، وقراءة الكتب ذات الصلة،
والنقد البناء.
جـ- تنظيم واختيار المحتوى العلمي للمناهج الدراسية عن طريق صياغة الأهداف، والأنشطة التعليمية،
والوسائل.
د-الاهتمام بوسائل القياس والتقويم والمشاركة في بناء الاختبارات بأنواعها.
وهناك مهارات يفضل أن يمتلكها المشرف التربوي والتي من خلالها يتمكن من أداء عمله على أكمل وجه، فهناك مهارة التحفيز والمكافأة ويقصد بها القدرة على إدارة السلوك من أجل تحقيق مستوى مرضي من الإنتاجية في العمل باستخدام أسلوب الثواب والعقاب بشكل مناسب، ومهارة التفويض وهي تعني بإتاحة المشرف التربوي للعاملين الفرصة للنمو المهني والشعور بالمشاركة الفعالة في إنجاز أهداف المؤسسة عن طريق تعيين سلطة اتخاذ القرارات للمرؤوسين لفترة معينة، ومهارة إدارة الوقت وهي القدرة على استثمار الوقت والاستفادة منه على قدر المستطاع في إنجاز الأعمال دون إهدار أي دقيقة، ومهارة صنع القرارات وهي قدرة المشرف التربوي على اتخاذ القرارات الصائبة وقت الحاجة عن طريق تحليل المشكلات وجمع المعلومات التي تساعد في عملية اتخاذ القرار، ومهارة كتابة التقارير وهي امتلاك المشرف التربوي لمهارة الاتصال الكتابي وكتابة التقارير ونقل المعلومات بصورة سليمة ودقيقة، ومن المهارات الواجب توافرها لدى المشرف التربوي هي مهارة الاتصال، وهي أن يكون قادراً على فهم عملية الاتصال وأهميتها الأمر الذي يتطلب الانتباه لردود فعل الطرف الآخر الذي يتلقى الرسالة ، فمن الضروري التدريب للحصول على هذه المهارة المركبة من الإنصات الجيد، والانتباه لتعبيرات الوجه وتحليلها، وصياغة العبارات بدقة ووضوح قبل إرسالها، واختيار الوقت المناسب الذي يسمح بقبول الرسالة عند أكبر عدد ممكن من العاملين، ومن أهم الطرق لتحقيق الاتصال الفعال فهم مشاعر الطرف الآخر وأوضاعه لمعرفة أسباب سوء الفهم، وبالطبع هناك إشارات وتعبيرات ينبغي أن ينتبه إليها المشرف خلال الاتصال الشفوي مع المعلمين فردياً أو خلال الاجتماعات ويكون قادراً على ملاحظتها وتحليلها، ويجب أن يكون لدى المشرف التربوي القدرة على إدارة النقاش بايجابية وحيادية خلال الاجتماعات المختلفة (هوانه وتقي، 2024 ).
و تتطلب مهارة الاتصال لدى المشرف التربوي بأن تكون هناك قنوات اتصال مفتوحة و فعالة بين كل من المشرف والمعلم ، وهذا يتطلب التدريب لإتقان هذه المهارات المتمثلة في الاتصال الجيد والانتباه لأساليب الاتصال غير اللفظية ، واختيار الوقت المناسب لتبليغ الرسالة (هوانه و تقي، 2024 ). والاتصال الفعال يعتبر وسيلة مهمة في توضيح الأهداف التعليمية وحل المشكلات واتخاذ القرارات الرشيدة و وضع الخطط موضع التنفيذ، بل انه يعتبر احد المقومات الرئيسية نحو تحقيق التطوير والتغيير اللازم للمؤسسات التعليمية(Runkel & Schmuck , 1994).
والأسلوب الذي يتبعه المشرف التربوي في اتصاله مع المعلمين له الأثر في تحقيق الرضا الوظيفي لديهم، فقد أشارت العديد من الدراسات إلى وجود ارتباط ايجابي بين الرضا عن العمل والرضا عن الاتصال، وان الإدراك الايجابي للإفراد عن نظم الاتصال وشعورهم بأنهم جزء من فريق العمل المسئول عن إرسال واستقبال المعلومات وتشغيلها، كل ذلك يزيد من إحساسهم بالرضا عن عملهم.