[ مُبـرد ] رحمـه الله وتجـاوز عنه وأنزله منزل الصالحيـن الابرار ,
كـان بالنسبـةِ لي / ابن عمٍ و والدٍ وحبيبٍ وقريبٍ ,
مـا أقســى غيـابُك يـا أنيس القلب و سـاكنـه .
إلى جنــان الخلد إن شـاء الله .
آمنتُ بالله العزيز الباني . . . سبعاً طباقاً مُنشيء الأكوان
ربٌ لطيفٌ منعمٌ ذو رحمةٍ . . . يحنو بها دوماً على الإنسان
آمنتُ بالأقدارِ أياً حالهـا . . . فـ عسى أنال الأجر والإحسان
ماحيلتي إن كان عُمري مصيبةً . . . وتـداعت الأحزان نحو كيـاني
وتكالبت كُل الدهورِ قساوةً . . . وتألّبت فـ تعـزعـزت أركـاني
جسدي تهاوى من الوطابِ وحاله . . . حُزنُ تغلـغلـني بـلا تحنـاني
ياطـائراً بالحزن ِ أمسـى مغرداً . . . وصدى بكائه دعـوة الرحمـن
عفوٌ لـ مبردِ من ذنوبٍ دُوّنت . . . وقبـول طاعاتٍ وسكـنَ جنـان
يا مبردٌ بالأمسِ كان أنيسُنـا . . . واليوم أمسـى يرتدي الأكفـان
يا مبردٌ لمَ قد رحلتَ مُبكراً . . . وتركتَ قلبي مُعتصَرْ , أتـراني !
يا مبردٌ ضاقت عليّ فجـاجُها . . . والدمعُ دفاقاً على الأوجـان
يا مبردٌ والأرض تبكـي ربيعهـا . . . يبكيك قاصي أرضنــا والداني
يا مبردٌ أسمعتَ صوتـاً باكياً . . . هذا نحيبُ البحرِ والحيتــان
يا مبردٌ حتى السمـاء تبدّلت . . . لوناً كئيباً سادَ في الألوان
بنو عمومتي والخطوب عظيمةٌ . . . كونوا على قدرٍ من الإيمان
بنو عمومتي والزمـان خديعةٌ . . . رو حٌ تعلّت حولها ملكان
بنو عمومتي والعزائم قد هوت . . . لا تستطيع الصبرَ والسلوان
بنو عمومتي والسماء تزاحمت . . . سحباً تزمجرُ قسوة الحرمان
بنو عمومتي شمسُنـا مابالها . . . وهجٌ تضاءل في دُجى الأحزان
بنو عمومتي والفراقُ مُزلزلاً . . . دكّ الجبــال وأفـزع الحيـران
بنو عمومتي والقلوب تفطّـرت . . . كمداً غليظـاً أحـزن الأعيــان
ينو عمومتي قد فقدنــا حـانيـاً . . . ذكـراهُ باقيةً مـع الأزمــان
بنو عمومتي والبكاء وسيلتي . . . والعين تسكب دمعهـا هتــان
بنو عمومتي إن مبردَ خالدٌ . . . مادام في أُم القرى الآذان
بنو عمومتي اصبروا أو صابروا . . . فـ مصير مبردَ جنـة الرضـوان
ياليت روحـي للسماءِ تصاعدت . . . علّي أراكَ مُنعمـاً بـ جنان
ياليت لحداً قد غشاكَ يفوقني . . . ونبيتُ في قبـرٍ حوى جسـدان
قبـرٌ تبـللـه السمـاءُ بـ مائهـا . . . والأرضُ تنبتُ فوقـه الريحــان