تخطى إلى المحتوى

كيف تهزم الخوف؟!



كيف تهزم الخوف؟!


– المتغيرات المتلاحقة السريعة في العصر الحديث، تزيد مشكلات الخوف عند الإنسان العصري.

– حتى الشجاع يشعر بالخوف، لكنه يعرف كيف يقهره.

– الخوف نعمة من نعم الله على الإنسان، فتمتع بها.

– للخوف الزائد نتائج سلبية، فكيف تتجنبها؟

الخوف الطبيعي والعادي، موجود في كل إنسان طبيعي، لأن انعدام الخوف في شخص ما، يكون دليلاً على ضعف إدراكه، أو على نقص في طاقته العقلية.
فالخوف هو رد فعل في الإنسان في مواجهة أي شيء يشعر أنه يهدد سلامته.
وعموماً، لقد لوحظ أنه مع تطور العصور الحديثة، وبسبب المتغيرات المتلاحقة السريعة، بأنواعها الاقتصاديـة، والاجتماعيــة، والعلميــة، والــتربـويــة، تزيد مشكلات الخوف عند الأشخاص، فتصبغ حياة الفرد بقلق متزايد، وتوتر شديد، وشعور بعدم الأمان.

خوف الشجاع:

حتى الشخص الشجاع، يحس بالخوف في مواقف متعددة، ولأسباب معينة، لكنه يعرف كيف يقهره، وبالإرادة يستطيع أن يغلبه. وكلما تكرر الموقف الذي يمكن أن يثير الخوف في قلبه، وكلما اعتاد عليه، فإن إحساسه بالخوف، وتهيب الأشخاص، والمواقف، يأخذ في التلاشي.
وعلى ذلك، فليس من الصواب، أن نقول عن الشخص الشجاع، إن الخوف لا يعرف إلى قلبه سبيلاً. لكن الصحيح، أن نقول، إنه يخاف، ولكنه يقوم بترويض نفسه على كبح هذا الخوف الذي يعتمل في قوامه النفسي شيئاً فشيئاً، وبالتدريج، إلى أن يتم التغلب عليه، إلى أبعد حد ممكن.
وهكذا يبدو أمام الناس، كما لو أنه لا يحس بالخوف بالمرة، مع أن الحقيقة هي أنه يحس به إلى حد ما لكن الناس حوله لا يستطيعون أن يلحظوا ذلك الخوف.

الخوف نعمة:

فالخـوف الطبيــعي، نعمــة مــن نـعم اللــه عـز وجــل، فهــو يحفظنا من الأضرار والأخطار.
الخوف الطبيعي، له فوائده في حياة كل شخص منا.
فالخوف يجعلنا نلتزم طريق الصلاح والاستقامة، الذي أمر به الله عز وجل، حتى نفوز بمرضاته.
الخـوف، يجعلـنا نلتــزم أساليــب الصــحــة والاستــقــامــة، والغذاء المناسب، حتى نبعد عن أنفسنا شبح المشكلات الصحية.
الخوف يدفعنا إلى حسن التحصيل الدراسي، وإجادة استيعاب المعلومات، حتى نحقق لأنفسنا ولأسرنا أكبر قدر ممكن من النجاحات.
الخوف يجعلنا نبتعد عما يدمر حياتنا الروحية، والبدنية، والنفسية، والاجتماعية، بالبعد عن الأخطار المدمرة التي ترتدي مظاهر المرح، والسرور، والانفصال عن الواقع المرير، مثل إدمان المخدرات، والكحوليات، وما يضيِّع الوقت والعافية في هباء ودنس.
الخوف مما يخبئه المستقبل من متاعب، أو كوارث، أو ضيقات، يجعلنا نتدبر في مصروفاتنا، ونحسن التوفير من دخولنا المالية، بحيث نخصص للزمان وللمستقبل، ما يغطينا، لو حدثت أية مفاجأة قد تربكنا مالياً أو عصبياً.
الخوف من ضياع الأحباء، ومن فقدان مشاعر القريبين إلى قلوبنا، يجعلنا نحسن معاملتهم، وأن نبذل الجهد لعدم مضايقتهم، أو إثارة استياءهم بأية حال.
الخوف على حسن صورتنا الاجتماعية، وخوفنا من أن يرفضنا الآخرون، يجعلنا نلتزم معهم الأسلوب المهذب، ونتجمل لهم بكل صفة حميدة، ويدفعنا للأخذ بأجمل السجايا، مثل التعاون، والمشاركة، والخدمة، والعطاء.

ولو زاد الخوف؟

أما لو زاد قدر الخوف في النفس عن حجمه الطبيعي، فإنه يتحول إلى ما يشبه الحالة المرضية.
بل وتكون لـــه أعــراض جــسمــيـة مـلمـوسـة.. مثل:

– التوتر والعصبية، والتردد.
– آلام في المعدة، والرقبة، مع صداع.

– مشكلات في الهضم، وفي عمل الأمعاء كلها.

– ارتفاع في ضغط الدم، وسرعة خفقان القلب، وازدياد حركة الدورة الدموية.

– زيادة سرعة التنفس.

– حالات من التبول اللاإرادي.

– جفاف الفم، والعرق الغزير.

كما تكون له أعراض، نفسية وروحية مؤلمة مثل:

– أنه يحرم صاحبه من الشعور بالسلام، والأمان، فيفقده توازنه، ويعطــل تفكــيره وفهمه. ويؤثر على حكمه السليم، على الأمور، وعلى حسن اتخاذه للقرار.

– كما أنه يضعــف ذاكرته، وقدرتـه على التخطيط والإقدام، ويدفعه إلى أن ينسحب من المجتمع، أو أن يهاجم الآخرين.

– كما أنه يزيد من ضعف روحيات الإنسان وإيمانه.

النتائج الحتمية المدمرة:

هــذه التفــاعــلات السلوكية والصــحية، لمن يســتسلم لــمشاعر الخــوف الــزائــد عــن حــده، تجــاه شــيء معيــن أو في موقف معيــن، لا يــثــير عــادة مثل هذا القـدر الهـائل مـن الخـوف بل يكون لها نتائج حتميـة مترتبة على نفسه، وعلى حياته، فتدمرها، مثل:

أولاً: فقدان الثقة بالنفس:

إذ عادة ما يشعر الخائف بالاحتقار لنفسه، وبذلك لا يكون مكتمل الشخصيــة. ويكــون سلــوكه الانسحابي أو العدواني، نتيجة حتمية لما يحس به من احتقار لذاته.

ثانياً: تحاشي الآخرين تحميله مسئولية:

فإن الآخرين يبتعدون عن إشراكه في عمل مشترك، ويحذرون نتائج التعاون معه في أي مسئولية.

ثالثاً: انعدام نظرته التفاؤلية إلى المستقبل:

فهو لا يستطيع أن يخطط لأي عمل جاد، ينوي القيام به في المستقبل، وبالتالي يجد حياته خاوية من رحيق الأمل في مستقبل يزيح ما ينوء تحت ثقله في الحاضر السيئ، وما يعانيه من آثار ماضي مكروه.

رابعاً: عدم قدرته على الارتباط وجدانياً بأي شخص:

فهو يحس بضآلته من جهة، كما يحس بمشاعر الناس المفعمة بالتهوين منه، وعدم الرضا عنه. مما يعطله، ويعجِّزه عن عقد روابط الألفة والصداقة. فهو لا يستطيـع إلا أن يعتقــد بأن الآخر لا يقدّره، أو أنه لا يكن له أي احترام، وأنه لا يشعر معه بالأمان، حتى ولو كان هذا الآخر شريك الحياة.

خامساً: الاتجاه إلى طريقة تعويضية مريضة:
إذ يمكن أن يتجه إلى السلوك المقلوب، فبدلاً من أن يهاب من يقابلهم من أشخاص، فإنه يعمد إلى مهاجمتهم، وإلى تجريحهم. ويعتقد أنه بذلك يخفي عن أنظارهم ما يحس به من تخاذل، ولكنه يحملهم على الهروب منه، فيعتقد أنه يحظى بهيبة عظيمة تخيف الضعفاء.

كيف تدفع بالخوف عن نفسك، وكيف تتخلص منه؟

نفذ هذه الخطوات، بالترتيب، وبالتدريج:

اطلب العون الإلهي:

فإنـك بالارتمــاء فــي أحضــان العنــاية الإلهية، سوف تتغلب على همومك ومخاوفك، فتتبخر، وتختفي من نفسك ومن حياتك، لتحل محلها الثقة في الرعاية الإلهية.

ثق أن لكل مأزق مخرجاً:

وأن لكل أمر نهاية. ومادمت تفعل الخير، وتتجنب الشر، فسوف يكون السلام هو التعويض

عما أصابك.عش الواقع:

انهمك في العمل، وفي ممارسة الأنشطة، وفي القيام بمسئولياتك على خير وجه، فتتغلب على الأوهام، والمخاوف، وتعيش الواقع بأمل، وتنظر إلى المستقبل بتفاؤل.

حدد نوع الخوف:

عندما تعرف حقيقة باطن نفسك، وعندما تتوصل إلى التحديد الموضوعي لسبب خوفك – وذلك بشعورك الواعي، وبإدراكك العقلي، فإنك تكون قد خطوت الخطوة الأولى، والأساسية نحو التخلص من تلك المخاوف المَرَضيِّة.

سارع بالمواجهة:

فإن مـواجهــة الـمواقــف الصعبــة، يجـعلك واقفاً وجهاً لوجه أمام ما يخيفك، فتتخلص من هيبته، وسطوته عليك.. وبالتكرار، وبالمداومة سوف يصبح الموقف عادياً، فيفقد صورته المخيفة.
وهكذا يزول من قلبك كل خوف من المستقبل، وكل ما قد يأتي به من صعاب.

عبر عن نفسك:
اكتب مذكراتك بالتفصيل، وتعمق في تحليل مشاعرك، وفي التنفيس عن مخاوفك.. أو انطلق في رسوم تلقائية، ولوّن.. فإن الطريق مفتوح بين الشعور واللاشعور.

وسّع دائرة علاقاتك الاجتماعية:

واختلط بالناس، وراقب سلوك الأسوياء، لتعرف كيف تقلدهم… فيعتدل سلوكك.

اتخذ صديقاً أميناً:

فالصديق – المخلص جداً – يجيد الإصغاء إليك، والإنصات إلى استعراض ما تحتويه ذاكرتك من مواقف، سببت لك المخاوف ويسمح لك كصديق أمين، أن تفرغ الشحنات الانفعالية، والمخاوف المكبوتة المنحبسة في مخيلتك… وهذا هو ما يفعله المحلل النفسي لك.


سبحان الله و الحمد لله

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.