السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد كنت مع صديق ليّ وكــنـا نسير على الكورنيش وبينما نحن نسير فإذا بصوت الحقّ يرتفع من أقرب مسجد لنــا فذهبنا إلى ذلك المسجد من أجل أن نأدي الصلاة المكتوب علينـا ؛ لأن الله عز وجل يقول في كتابه العزيز : ( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ) وقوله تعالى : (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطـى ) فمن هذا المنطلق يجب على المسلم أن يؤدي الصلاة في أي مكان كان من العالم ويجب عليه أن يفخر بهذا الدين الرباني ا لروحاني الذي يحمل في طياته كلّ معــنـى التسامي والخير و الرحمـة واليسر و اللين والرفق بكلّ أمور الإنسان وحاجته الخاصة والعامــة …. و بعد أن أدينا الصلاة ولله الحمد كانت هناك بعض الآيات القرآنيـة المكتوبة على جدار ذلك المسجد ومنها ( بسم الله الرحمن الرحيم )
( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطـى ) ( وبشر الصابرين ) وغير ذلك من الآيات الكريمـة
فقال لي : هل تعرب لي ( بسم الله الرحمن الرحيم )
فقلت له :
بسم : الباء حرف جر
اسم : اسم مجرور , وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره و حذفت همزة الوصل ؛ لأن البسملة كتبت كاملــة
الله : لفظ الجلالة مضاف مجرور , وعلامة جره الكسرة
الرحمن : يجوز أن نقول ( صفــة والصفة تتبع الموصوف في كل الأحوال الإعرابية ) ويجوز أن نقول مضاف مجرور , وعلامة جر ه الكسرة .
الرحيم يجوز أن نقول ( صفة ثانية ) ويجوز أن نقول مضاف إليه
وبعد هذا الإعراب كله نقول وجملة (بسم الله الرحمن الرحيم ) في :
أ- في محل رفع خبر المبتدأ المحذوف والتقدير ( هذه بسم الله الرحمن الرحيم )
ب- في محل نصب مقول القول والتقدير ( اقول بسم الله الرحمن الرحيم )
ج – في محل نصب والتقدير ( أبدأ بسم الله الرحمن الرحيم )
فقال لي :
كيف نعرب حافظوا ؟
فقلت له :
حافظوا : فعل أمر مبني على حذف النون ؛ لأن مضارعه من الأفعال الخمســة , واو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل .
ب- فعل أمر مبني على الضم ؛ لأنه اتصل بواو الجماعـة ,واو الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل . ( وهذا رأي المدرسة المصرية )
فقال لي . أيهما الأصح ؟
فقلت له كلاهما صحيح ولكن المشتهر ا لأول .
فهزأ رأسه ثم سكت . علما بأن صديقي هذا لم يكمل التعليم الجامعي فقط توقف عن المرحلة المتوسطـة وترك التعليم . وسرنا في طريق العودة فقال لي .
اسمعوا عن العصر الجاهلي , فما هو ذلك العصر ؟ وهل لم تكن القراءة والكتابة موجودة أم كيف ؟
فقلت له :
ا لعصر الجاهلي فترة سبقت ظهور الدين الإسلامي وقد اختلف العلماء في هذه الفترة فبعضهم قال
100 عام والبعض الآخر قال 150عام وهكذا ولكنها بصفة عامة هي ما سبق وأن قلته لك فترة سبقت ظهور الدين .
القراءة والكتابة كانت موجودة ولكـن بصورة بسيطة بين أولئك القوم . ولا نقصد بالجهل هنا القراءة والكتابة كما تظن يا عزيزي وإنـّــمـا نقصد به الجهل بعدم معرفة الدين الحقيقي وترك دين أبينا إبراهيم الخليل عليه السلام وعبادة الأصنام والأوثان وغير ذلك . مع العلم أن هناك أشخاص ما زالوا على الدين منهم ز هير بن ابي سلمـى ومن ذلك قولـه :
فأقسمت بالذي طاف حولـه *** *** رجال بنوه من قريش وجرهـم
فلا تكتمن الله ما في صدوركم *** *** ليخفـى ومهما يكتم الله يعلم
يؤخر فيوضع في كتاب فيدخر *** *** ليوم حساب أو يعجل فينتقـم
ومنهم قس بن ساعدة الإيادي وله خطبة مشهور في سوق عكاظ وكان هذا السوق مشهور في أيــام الجاهلية وهي طويلة ولكن أحضر لك منها الشاهد في قوله " ..مالي أرى الناس يذهبون فلا يرجعون أرضوا فأقاموا ، أم تركوا فناموا ، ثم أقسم قس بالله قسما لاريب فيه ، إن لله دينـا هو أرضى من دينك هذا "
ثم قال صديقي بعد ذلك وهو يهزّ رأسـه وكأن الكلام قد أصبح ثقيلا عليه وصلنا وصلنا إلى السيارة لنرجع إلى البيت فقلت له : نعم وسوف نعود مرة قادمـة هنا من أجل الرياضــة فالرياضــة جميلة ولقد أوصـى بها الدين الإسـلامي الحنيف ولقد كانت الرياضة تتمثل في ركوب ا لخيل والسباحة والرماية انظر إلى ذلك المنظر ا لذي رسم على ذلك الحائط ( الجدار ) ماذا ترى ؟
قال : صور قلت له ماذا بها هذه الصور قال رجل يسبح ورجل وقوس وخيل
فقلت له :هل تعرف المعـنــى ؟ قال لا ؟ وكأنـه يقول لي اسكت لا تكمل الحديث فالحديث معـك ممل لأني لآ اعرف كثيرا فالثقافة لديه ثقافة ضحلة فقلت له سوف أقول لك المعـنـى . فقاطعني بقوله انظر إلى الإشارة إنهـا خضراء لعلنا نصلها قبل أن تكون حمراء ( ههههههههههه) فعرفت المعـنــى وفهمت المقصد .
ولما وصلنا إلى المنزل وأردت النزول من سيارته قال لي:
ممكن أقولك شيئا قلت له تفضل :
قال أنت تتكلم بكثرة حتى أنك أصبحت تقولا كلاما في بعض الأحيان لأ أفهمــه فهلا ّ قلت لي لم ذلك الكلام الكثير أسألك فتقول كلاما كثيرا .. قلت له سوف أجيبك فقال ( لالا خلاص ) أنـا مستعجل ( ههههههههه)
ورحل إلى منزله فسبحان الله والحمد لله الذي علم الإنسان مالم يعلم .
وصدق الله العظيم إذ يقول ( وفوق كلّ ذي علم عليم )