كتاب (( الأساليب الشرعية في تأديب الأطفال)) للشاملة 3 + ورد + بي دي إف



كتاب (( الأساليب الشرعية في تأديب الأطفال)) للشاملة 3 + ورد + بي دي إف

الطبعة الأولى
2024 م-1441 هـ
(( ماليزيا))
((بهانج- دار المعمور ))
(( حقوق الطبع لكل مسلم ))
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين،والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين ،وعلى آله وصحبه أجمعين،ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
فإن تأديب الإنسان إذا قصَّر أو تقاعس في عمله،أو ارتكب شيئاً ممنوعاً، أمرٌ متفقٌ عليه بين العقلاء،ولولا العقوبة لفسدت حياة الفرد والأسرة والمجتمع .
وأما عقوبة الأطفال فقد اختلف فيها الناس اليوم،فمن قلَّد الغرب تقليداً أعمى يرى أنها لا تجوز مهما ووقع فيه من أخطاء،وتسبب للطفل العقد النفسية …
ويرى آخرون – بحكم البيئة التي تربَّوا فيها – أنه يجب معاقبة الطفل على كل هفوة،وضربه ،حتى يرتدع ولا يعود لمثلها …
أما الإسلام فهو – دائما – وسط بين أطراف متناقضة،فقد أقرَّ العقوبة ؛لأنها قد نزلت من السماء،فالله تعالى أباح لنا ضرب الزوجة،وهي أهم للرجل من الولد،إذا وقعت في تقصير ،ولم تجد معها وسائل الوعظ والإرشاد والهجر في المضجع، قال تعالى : {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا} (34) سورة النساء .
وأمر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بعقوبة الضرب الطفل إذا قصر في أداء الصلاة ، فعَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – « مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرِ سِنِينَ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِى الْمَضَاجِعِ » (1) .
ومن ثمَّ يقال للمانعين للعقوبة : {.. قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ ..} (140) سورة البقرة .
والعقوبةُ جزءٌ من المنهج الإسلامي في إصلاح النفس الإنسانية،وتقويم اعوجاجها .
ولكن الإسلام وضع من الشروط والقواعد والضوابط لإيقاع تلك العقوبات،حتى لا يساء استعمالها،وتؤتي ثمارها المرجوة منها .
فهي من باب آخر الدواء الكي .
أما إذا وجدنا بعض الناس اليوم يخالف هذا القواعد والضوابط الشرعية في العقوبة،فلا يحتج بعمله،وإنما أوتي مثل هؤلاء من جهلهم،وتقصيرهم في معرفة الحكم الشرعي للعقوبة وحدودها .
وفي هذه الرسالة بيان واف لعقوبة تأدب الطفل في الإسلام،وشروطها ، وحدودها .
وقد قسمته إلى بابين :
الباب الأول = أسلوب تأديب الطفل
الأساس الأول-التأديب ضرورة تربوية
الأساس الثاني-تصحيح خطأ الطفل فكريا ثم عمليًّا
أولا – التصحيح الفكري لخطأ الطفل
ثانيا- التصحيح العملي في الواقع الميداني لخطأ الطفل
الأساس الثالث-التدرج في تأديب الطفل
المرحلة الأولى – رؤية الطفل للسوط،والخوف منه
المرحلة الثانية:شد أذن الطفل
المرحلة الثالثة:الضرب وقواعده :
القاعدة الأولى:ابتداء الضرب من سِنِّ العاشرة
القاعدة الثانية:أقصى الضربات للتأديب ثلاثة،وللقصاص عشرة
القاعدة الثالثة:الالتزام بمواصفات أداة الضرب وطريقته ومكانه
القاعدة الرابعة:لا ضرب مع الغضب
القاعدة الخامسة:ارفع يدك عن الضرب إذا ذكر الطفل الله تعالى
الباب الثاني=قضايا هامة حول تأديب الأطفال
المبحث الأول-الخلاصة في عقوبة الأطفال
1- النصح والإرشاد والتنبيه
2- الإعراض
3- التعبيس
4- الزجر
5- الكف عن العمل
6- الهجر
7- التوبيخ
8- تعليق العصا أو السوط
المبحث الثاني-مضار القسوة في الضرب
المبحث الثالث-تضمين المعلم إذا تجاوز الحدَّ في العقوبة
سائلاً المولى سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإياكم مفاتيح للخير مغاليق للشرِّ ، وأن ينفع بها جامعها ، وقارئها وناشرها والدال عليها ،وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه .
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود
في 4 رمضان 1445 هـ الموافق ل 4/9/2019 م
وعدل بتاريخ في 24ربيع الآخر 1445 هـ الموافق ل 19/4/2019 م

حملوه من هنا :

https://cid-3d4e3b5bad809b62.skydrive…8%A5%D9%81.rar
– – – – – – – – – – – – – –
__________
(1) – سنن أبي داود – المكنز – (495 ) صحيح

سبحان الله و الحمد لله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.