تخطى إلى المحتوى

رؤيـــــــــة ..



يغلب على ظني أن الإنسان في هذا البلد يتلقى جرعات دينية لا يأخذها أي إنسان في العالم الإسلامي وغيره. وسأذكر ما يكاد يكون خاصا بالإنسان في بلادنا وما يعم البلاد الأخرى . فالمناهج الدينية- حديث وفقه وتوحيد وتفسير- عندنا تبدأ من الصف الأول ابتدائي بل من التمهيدي إلى المستوى الأخير من الجامعة (أو على الأقل يأخذ 4 مستويات من الثقافة الإسلامية في الجامعة) بل حتى المناهج غير الدينية كالعربية والعلوم في مدارسنا وغيرها مُطعمة بنصوص دينية وتوجيهات دينية ناهيك عن الأنشطة اللاصفية والمحاضرات والمواعظ وتوزيع الكتيبات والأشرطة على الطلاب والمسابقات الدينية الخ. أضف إلى هذا ما يقرب من خمسين خطبة جمعة سنويا وخطبتي العيدين وألوف المواعظ التي يلقيها بعضُ الأئمة عقِب الصلوات وخاصة في رمضان . بالإضافة إلى صلاة التراويح التي يستمع فيها من يصليها في المساجد إلى القرآن كله طوال الشهر أو أجزاء كثيرة منه. أضف إلى هذا .. الأنشطة الصيفية التي لا تخلوا بحال من المواعظ بالإضافة إلى الإذاعات الدينية طوال 24 ساعة. والآن تُبث قنوات فضائية دينية بعشرات الوعاظ والقصاصين والمفتين بالإضافة إلى حِكم دينية مطبوعة على الرزنامات بالإضافة إلى تطعيم الدورات التدريبية بنصوص من القرآن والسنة لإثبات أن كل ما أتى به القوم خارج حدودنا الإسلامية سبقناهم إليه!!!(مورفين) وأضيف إلى هذا الجامعات الإسلامية التي تخرج العشرات من المتخصصين في الشريعة بصفة عامة. كما تُقام معارض كتب وهي مليئة بالكتب الإسلامية ولا يكاد يوجد أحد لا يتلقى مئات الرسائل الالكترونية الدينية التذكيرية ورسائل sms. هل أثَّر فينا كل هذا؟ هل هذبنا؟ هل شذبنا؟هل غيرنا؟ كم حجم الجرائم الأخلاقية في بلادنا وكم حجم الكذب والنصب والاحتيال والفساد المالي والإداري والمعاكسات بوضاعة لم نرها في بلاد الكفار؟ وكم حجم الظلم والقهر والهدر بأنواعه المختلفة؟ وكم حجم الجهل والتعصب والعنصرية بأنواعها وعدم إتقان العمل وإهانة الإنسان والاعتداء على حقوقه؟ كم حجم الفوضى والقذارة والقبح في مدننا وما نصيب الإنسان من أسباب السلامة والأمان ؟ وما نصيب المعاق من تيسير أموره في مدننا؟ وما نصيب كبار السن من ذلك وكيف تُعامل المرأة وكيف يُعامل الضعيف وكيف يُعامل الخدم في بيوتنا ؟ ما الذي غيره الإسلامُ فينا؟ بل حتى عندما نذهب لنصلي في المساجد نوقف سيارتنا بهمجية ونخلع الأحذية عند الأبواب بفوضى غريبة ….

سبحان الله و الحمد لله

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.