حملوا كتاب (( المنهاج النبوي في تربية الأطفال )) للشاملة 3 + ورد
الطبعة الأولى
2019 م-1441 هـ
(( ماليزيا))
((بهانج- دار المعمور ))
(( حقوق الطبع لكل مسلم ))
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
فإن الله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (6) سورة التحريم
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ « إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثَةٍ إِلاَّ مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ». (رواه مسلم) (1) .
وقَالَ عُثْمَانُ الْحَاطِبِيُّ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ لِرَجُلٍ: " أَدِّبِ ابْنِكَ، فَإِنَّكَ مَسْئُولٌ عَنْ وَلَدِكَ، مَاذَا أَدَّبْتَهُ ؟ وَمَاذَا عَلَّمْتَهُ، وَإِنَّهُ مَسْئُولٌ عَنْ بِرِّكَ وَطَوَاعِيَتِهِ لَكَ " (2)
إن تربية الأبناء اليوم تتعرض لمخاطر كثيرة:
منها تقصير الأبوين المكلفين قبل غيرهما في تربية أبنائهما.
ومنها قصور التعليم الحالي الذي أغفل جوانب مهمة في تربية الأولاد ولم يحط الإحاطة الشاملة التي تلبي حاجة الإنسان الروحية والفكرية والخلقية والجسدية.
ومنها ترك المجال أمام دعاة الغزو الفكري والأخلاقي لبث سمومهم وترويج أفكارهم ليعملوا على هدم أخلاق الناشئين وتحطيم قيم أبناء الجيل.
ومنها: تقليد بعض المربين للمناهج الغربية والأخذ بكل نظرياتها من غير تمحيص ولا تحقيق في الوقت الذي أثبتت دراسات المحققين والنقاد قصور المناهج الغربية وتناقضها وخوائها الروحي وحاجتها الماسة إلى الإصلاح والتعديل.
ومنها: الغفلة عن مصادر المنهج الإسلامي في التربية والذي يولي تربية الأولاد أهمية بالغة- ويمتاز عن غيره من النظريات بالشمول والتوازن والواقعية ووحدة التلقي.
هذه الأسباب وغيرها أدت ولا تزال تؤدي دورها في إضاعة عقول أبنائنا وإبعادهم عن قيمهم وأخلاقهم.
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم فأقم عليهم مأتما وعويلا
إن البعد عن مصادر ثقافتنا وهجر أساليب تربيتنا والانسياق وراء النظريات المستوردة سيورث أبناءنا ضعف الإرادة وفراغ العقل وخواء الروح…
إن العودة إلى معين التربية الإسلامية وعودة الأبوين والأسرة لتولي مسؤوليتهما تجاه أبنائهم وعودة المربين المسلمين للأخذ بأساليب التربية الإسلامية الصحيحة، التي تعني بتربية النفوس عنايتها بتربية العقول والأجسام هو الطريق الصحيح الذي يصنع الجيل الصاعد والمجتمع الفاضل والأمة الخيرة (3) .
وقد ألفت كتب عديدة في هذا المجال أهمها :
تربية الأولاد في الإسلام لعبد الله علوان
تربية الأولاد في الإسلام راتب النابلسي
منهج التربية الإسلامية لمحمد قطب
فن تربية الأولاد في الإسلام لمحمد سعيد مرسي
منهج التربية النبوية للطفل نور سويد
وغيرها كثير، وهي تبين بجلاء استغناء المنهج التربوي الإسلامي عن المناهج الأرضية الأخرى ، والتي لم يجن منها إلا الضياع والتشتت والخواء الروحي .
وقد أستفدت منها جميعا ، ولاسيما كتاب ((منهج التربية النبوية للطفل)) فهو أشملها .
وقد قسمته للفصول التالية :
الفصل الأول=مقدمات هامة
الفصل الثاني=أسسِ بناءِ شخصيَّةِ الطفلِ المسلمِ
الفصل الثالث=حقوق الولد على والديه
الفصل الرابع=أسس الأساليب المخاطب بها الوالدان والمربون والالتزام بها
الفصل الخامس=أسس الأساليب الفكرية المؤثرة في عقل الطفل …
الفصل السادس=أسس الأساليب النفسية المؤثرة في نفس الطفل …
الفصل السابع=أسلوب الترغيب في بر الوالدين والترهيب من عقوقهما …
الفصل الثامن=أسلوب تأديب الطفل
الفصل التاسع=قضايا تربوية هامة
الفصل العاشر =وصايا لقمان لابنه
الفصل الحادي عشر=وصايا تربوية عامة …
وتحت كل فصل مباحث وأسس عديدة .
وقد جمعت فيه جلَّ ما كتب في هذا الموضوع الهام .
أما الأدلة فقد اعتمدت على المصادر الأساسية للسنَّة ، ولم أعتمد على أي كتاب من الكتب المعاصرة ، وذلك حتى يكون الاستدلال صحيحا على القاعدة المراد الكلام عنها.
وقد شرحت الآيات القرآنية بشكل مختصر ، وبينت غريب الحديث ، وقمت بتخريجها والحكم عليها بما يناسبها ، وشرح ما يلزم منها، وجلها من الأحاديث المقبولة .
أسال الله تعالى أن ينفع به كاتبه وقارئه وناشره في الدارين .
الباحث في القرآن والسنة
علي بن نايف الشحود
في 8 شوال 1445 هـ الموافق ل 28/9/2019 م
حملوه من هنا :
https://cid-3d4e3b5bad809b62.skydrive…8%B1%D8%AF.rar