تعلم فنون الإتصال بالآخريين
كم من الفرص الثمينة تضيع على الإنسان نتيجة عدم إتقانة فنون الإتصال بالآخريين أو بسبب سوء تعامله معهم، وإليكم هذه القصة التي توضح المعنى الذي نريد.
كانت هناك سيدة تعيش في أرقى أحياء نيويورك، وكان لديها كل ما يتمناه الفؤاد، ولكن طفلتها التي كانت تبلغ من العمر
خمس سنوات هاجمها مرض خطير، ولم يكن هناك من يعرف له حلا.
وكان أفضل أطباء نيويورك وأبرعهم في موقف محرج، فقد كانوا عاجزين عن المساعدة أو التصرف في مثل هذا الأمر، مع أن الأم لم تدخر سنتاً واحداً لتنقذ ابنتها.
وعندما بدا أنه ليس هناك أمل قرأت الأم في جريدة "New york Times" عن طبيب سويسري بارز كان على وشك زيارة نيويورك ليلقي بعض المحاظرات في كلية الطب بجامعة نيويورك.
أحست الام بغريزتها أن هذا الطبيب هو الوحيد الذي يمكنه أن ينقذ طفلتها، ولهذا أخذت تسعى وراءه بشكل حثيث، فداومت على الإتصال به، وعلى الكتابة له راجية منه أن يساعدها، ولكن لم يصلها أي رد.
وبعد ذلك، وفي ظهر يوم مطير، وبينما كانت هذه السيدة منغمسة في البؤس والشقاء إذا برجل، ملتح، قصير القامة، ومهيب الهيئة، يدق بابها وقد ابتلت جميع ملابسه من فعل المطر.
"ماذا تريد؟" سالت السيدة هذا الرجل،" معذرة يا سيدتي" بدأ الرجل في الحديث: "ولكنني ضللت الطريق على ما يبدو، واستأذنك في استخدام هاتفك كي اتصل بالسائق، فهل تأذنين لي؟" حسناً، إني آسفة على ما حدث لك " اجابت المرأة بلهجة صارمة: ولكن طفلتي مريضة وأنت بالطبع لا ترضى أن تسبب لها أزعاجاً، ثم أغلقت الباب في وجه الرجل.
وفي صباح اليوم التالي، أخذت السيدة تفتش عن مقال آخر عن هذا الطبيب الذي كانت تسعى وراءه بكل لهفة ليساعد طفلتها، وكان في هذه المرة فقط أن اشتمل المقال على صورة للطبيب.
وبشكل لا يصدقه عقل، كان هذا الطبيب هو الرجل الذي أغلقت بابها في وجهه بالأمس، يا له من فرقٍ ذلك الذي كانت ستحدثه لو أنها استجابت له بشكل أكثر وداً وقبلت أن تجري له المكالمة.
إن هذه القصة تتكرر في حياتنا آلاف المرات، وفي كل يوم حيث يغلق الناس أبوابهم في وجه الفرص التي تاتي إليهم.
إن العلاقات الشخصية لا يمكن أن تُبنى على أساس الحدة والعنف وقله الصبر، لذا كن ودوداً، ولا تتسرع في إصدار الأحكام، وافتح عقلك وقلبك على مصراعيهما، وعامل الناس يكياسة واحترام، فمن يدري ماذا يحدث غداً ؟
………
اقتبسته لكم من كتاب هندسة الحياة وصناعة التأثير
لـلـدكتور على الحمادي