أنا ممكن أتحدث عن نظريات الإرشاد على اعتبار أنيمرشد نفسي ، فيوجد نظريات كثيرة ممكن يستخدمها المرشد النفسي لتفسير السلوك الإنساني ,وعلاجه وليس هناك نظرية بعينها يمكن أن يركز عليها المرشد في عمله فكل حالة من الحالات لها مايناسبها من هذه النظريات إلا أن البعض يفضل استخدام نظرية ما على غيرها فمثلا النظرية السلوكية تستخدم – دائما – في المدارس إلى جانب نظرية الإرشاد العقلاني ونظرية الذات ، فمنشأ فكرة النظرية السلوكية أن سلوك الإنسان سواء أكان سليما أو غير سليم متعلم ، ويمكن إلغاء السلوك غير المرغوب فيه مثل الكذب واستبداله بسلوك آخر أفضل منه كالصد ق مثلا، ونظرا لوضوح هذه النظرية وكونها تعالج السلوك غير السوي مباشرة فإنها شاعت في أماكن عدة من العالم أشهرها الولايا ت المتحدة الأمريكية وهي طبعا على النقيض من نظرية كانت سائدة آنذاك وهي النظرية التحليلية بقيادة الطبيب النفسي فرويد هذه النظرية تبحث في ماضي الإنسان ويعتقد أصحابها أن اضطراب السلوك عند الكبير إنما جاء نتيجة ماتلقاه في صغره من مواقف مؤلمه ترسبت في لاشعوره وعقله الباطن وأن مهمة المعالج النفسي مع المريض نقل مافي اللاشعور إلى حيز الشعور ليشفى المريض ، ولكن مشكلة هذه النظرية أنها طبقت على المرضى النفسيين فقط وتستغرق وقتا طويلا في التنفيذ لذا يصعب تنفيذها في المدارس لأن المعالج بها سيمضي وقتا طويلا وينشغل بها دون غيرها وكانت مقتصرة على العيادات النفسية في المستشفيات وتعتمد على مبدأين اثنين هما التداعي الحر والتنويم المغناطيسي الذي يسمى اليوم بالتنويم الإيحائي،وتركز على اللاشعور الذي تهمله النظرية السلوكية تماما فهي أي النظرية السلوكية تعالج الأعراض فقط بينما النظرية التحليلية تعيب على السلوكيين اهتمامهم بالأعراض دون الجوهر فالشجرة في نظرهم إذا قطعت أغصانها العليا فقط ظهرت أوراقها أما إذا اجتثت من أصولها فلايبقى لها أثر والنظرية التحليلية غير ملائمة للشخص العادي السوي الذي يتعرض لمشاكل اجتماعية في المنزل لم تصل إلى حد المرض النفسي وهذه يناسبها بالطبع الإرشاد النفسي وظهر أخيرا نظرية تسمى النظرية الانتقائية(التكاملية) ( انظر لكتاب عبدالحميد الهاشمي ، التوجيه والإرشاد النفسي) هذه النظرية على اسمها منتقاة من عدة نظريات ، بحيث أنها أهملت السلبيات في كل نظرية ،واكتفت بإيجابيات النظرية ،فالمرشد النفسي يختار مايناسب الحالة التي يتعامل معها، وكل حالة مستقلة بذاتها لاتتشابه مع غيرها ، فما يصلح لحالة ما قد لايصلح للأخرى رغم تشابه الظروف والأسباب ، أما في مجال الدراسات الاجتماعية فيوجد نظريات عديدة هي النظريات الاجتماعية ,أهمها في نظري النظرية السببية التي تربط السبب بالمسبب وأصلا الإرشاد النفسي استفاد من الخدمة الاجتماعية في استخدامه لدراسة الحالة وعناصر خدمة الفرد ( الدراسة والتشخيص والعلاج) أما التشخيص فقد استعارته الخدمة الاجتماعية وعلم النفس الإرشادي من الطب ،فالطب النفسي والدراسات الاجتماعية والإرشاد النفسي كلها تهدف إلى تحقيق الصحة النفسية للفرد وتشترك جميعها في الأساليب والتكنيكات الفنية، ويخلتف الطب النفسي عنهما في نوع العميل فالعميل في الطب النفسي مريض نفسيا أما في الخدمة الاجتماعية والإرشاد النفسي فهو سوي ، ولكنه يعاني من مشاكل نفسية واجتماعية لاتصل إلى حد المرض ومن الخطأ تحويل شخص لايعاني من مرض نفسي للعياده النفسية وإنما يعاني مثلا مشكلة اجتماعية يمكن للمرشد أو الأخصائي الاجتماعي مساعدته فيها باستخدام تكنيكات الإرشاد النفسي. .
أما النظرية الإنسانية فيرى أصحابه أن مصدر مشاكل الإنسان تكمن في عدم إشباع حاجاته الضرورية الإنسان لايموت إذا لم تشبع حاجاته النفسية أو المعنوية لكنه يفقد شيئا مهما في حياته يحتاج إلى تعويضه فيرى أصحاب هذه المدرسة أن السجون تكتظ بمثل هؤلاء لأنهم يريدون إشباع حاجاتهم المعنوية بطرق ملتوية وغير مشروعه كمن يسرق لحاجته إلى المال ، أو ينتقم لحاجته إلى الحب والعطف والحنان ،لذا فالمسجونون مرضى نفسانيين بحاجة ماسة إلى من يشبع حاجاتهم الضرورية بطرق سليمة ، أما السجن فهو عقاب لهم على تصرفات مشينة قاموا بها ضد أمن المجتمع والدليل على ذلك أن المسجون إذا خرج من السجن يعود إلى سلوكه السيء مرة ثانية لأنه عاد إلى نفس البيئة المسببه للإنحراف فيعاد للسجن مرة أخرى فمن هنا فإن علاج المشكلة عند الإنسانيين بإشباعها فيزول التوتر والقلق أما نظرية العلاج بالواقع فهي نظرية جميلة ومفيدة للمرشد والسبب أن كثيرا من الطلاب والطالبات تضيع أوقاتهم بدون فائدة فهم بحاجة ماسه إلى من يساعدهم على تنظيم أوقاتهم والاستفادة منها بتعليمهم الأساليب الجيدة في الاستذكار والقراءة ومن هنا تكمن الحاجة الماسة إلى هذه النظرية ،وأما نظرية الذات لكارل روجرز ( الإرشاد المتمركز حول المسترشد) فترى أن مشاكل الإنسان تكمن حول نظرته لنفسه نظرة دونية وعدم ثقته بنفسه ، وأن على المرشد النفسي أن يعدل من نظرة الفرد لنفسه ، ويزرع ثقته بنفسه ،أما النظرية العقلانية وصاحبها ألبرت إلس فيرى أن مشكلة الإنسان تكمن في أفكاره السلبية ألاعقلانية وأنه متى ما تخلص من هذه الأفكار يعود إلى حالته الطبيعية فيفكر تفكيرا سليما، فهو يربط بين هذه الأفكار ألاعقلانية وماهو فيه من مشاكل وقلق وتوتر، وخلاصه من هذه المشاكل يكمن في خلاصه من هذه الأفكار ليفكر تفكيرا سليما والله ولي التوفيق..