الفطور الياباني في المدارس..هل نأخذ العبره



أحمد الشقيري أكل في المدرسة ويستمر الحديث في أفكار أتمنى أن تطبق في المدارس من أجل تنشئة جيل الغد على الأخلاقيات التي نريدها. فمثلا: كنظام يومي في المدارس اليابانية يتم الآتي:
بعد دق جرس الحصة فورا يقوم طلاب الابتدائي بتجميع طاولات الفصل على شكل مربع في كل مربع أربع طاولات لتكوين سفرة أكل ثم يخرج كل طالب مفرش خاص به أحضره من المنزل. في هذه الأثناء يلبس خمسة من طلاب كل فصل زيا موحدا ويقومون بإحضار الأكل ووضعه على شكل بوفيه ويقومون بتقديم الأكل للطلاب الباقين. الأكل موحد والعبوات لكل طالب موحدة وكل يأخذ نصيبه ثم يجلس في مكانه وينتظر أن يأخذ الجميع أكله. ثم يقوم طالب إلى رأس الفصل ويذكر الطلاب بنعمة الأكل المقدم ويحني جميع الطلاب رؤوسهم على الطريقة اليابانية ثم يبدأ الجميع في الأكل. ويشارك أستاذ الفصل الأكل مع باقي الطلاب. في هذه الأثناء يقوم أي طالب يريد أكلا إضافيا إلى البوفيه وفي حال انتهى الطلبة وبقي أكل فائض يأخذونه إلى الفصول الأخرى لمن يريد أكل زيادة. كل الطلاب ينهون أكلهم ولا يبقون أي شيء في صحونهم ثم يقومون ويضعون الصحون في الأماكن المخصصة!!
طلبنا من مدير المدرسة تصوير المطبخ فرفض وقال "حتى أنا ممنوع من دخول المطبخ حفاظا على سلامة الأكل" ثم مع الحديث معه اكتشفنا أن مدير المدرسة يأكل قبل الطلبة بنصف ساعة من نفس أكلهم للتأكد أن الأكل سليم ولن يمرضهم! سبحان الله!
ثم بعد الانتهاء يأخذ كل طالب فرشة أسنانه الموضوعة في الفصل في جهاز تعقيم مخصص ثم يذهب الطلاب لتفريش أسنانهم ثم يعودون ويضعون فرش الأسنان في المكان المخصص. مع كل طالب فوطة أو منشفة لتنشيف يده بدلا من استخدام المناديل الورقية وذلك حفاظا على البيئة!
ما أروع ما رأيت!! ووالله كلما أتذكر هذا النظام أشعر بسعادة كبيرة في قلبي على هذا الرقي في تربية الأولاد في المدارس. تعلموا التعاون والنظام والنظافة والسواك والتواضع خلال هذه النصف ساعة اليومية! ليس بالوعظ وكثرة الكلام والحفظ ولكن بالتطبيق والمشاركة.
ومرة أخرى يعود السؤال: وماذا نفعل نحن حتى يطبق ذلك في المدارس؟ أقول: ما فعلته أنا في منزلي في موضوع الأكل والحمامات وذكرته في مقال سابق. بالإضافة إلى الحزم مع الأولاد منذ الصغر أن لا يتركوا أكلا في الصحون. وحتى يتم ذلك ولا يتحججون أنهم لم يطلبوا الكمية التي وضعت لهم فقد نسقت مع زوجتي رولا والخادمات ألا يتم وضع أي أكل في صحن الأولاد إلا بإذن الأولاد أنفسهم وتحت إشرافهم وبالتالي لم تعد لهم حجة في عدم إكمال الأكل في الصحن. أمر بسيط كهذا يعلم الأطفال احترام وتقدير النعمة منذ الصغر فيكبرون على ذلك ويصبح عادة ولو طبقت الفكرة في المدارس فستصبح عادة شعب وسنجدها في كل مكان. بدلا من أن نرى أكوام الرز والدجاج ترمى في القمامة وفي الشوارع دون إحساس بأن هذه نعمة وحتى تدوم يجب أن أحترمها.
تذكرة:
لم نذهب إلى اليابان للتمجيد ولا للتقليد, ولكن لنأخذ منهم كل مفيد.
الحكمة ضالة مؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها.
تعليقاتكم..أثابكم الله..

سبحان الله و الحمد لله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.