رجل أصم.أبـكـم أعمى (داعية) حُرم البصر وأُعطي البصيرة
فايز الثبيتي شاب سعودي من طراز خاص .. فهو أحد خمس حالات نادرة في السعودية ..
نعم هو حالة نادرة .. فهو أصم .. وأبكم .. وأعمى .. لكنه مع هذا مليئ بالثقة في الله
والقدرة على تحمل المشاق والصعاب وتجاوزها ..
هو من أهل الطائف من بني سعد .. وولد في الطائف وتربى فيها..وتلقى تعليمه الأول في جدة..
ثم إتجه إلى الطائف ..بالرغم من انه كان يعاني من ضعف في البصر وذلك منذ ولادته
وبدأ يتدرج حتى وصل ضعف بصره إلى 5 فأصبح بحكم الكفيف..
ولكنه واصل تعليمه بصعوبة إلى أن تخرج من المتوسطة بتقدير جيد
حمل هم الدعوة إلى الله .. وأصبح داعية يدعو إلى الله بأسلوب دعوي وخطابي رائع جداً ..
ويحفظ الأذكار ويتقن حفظ القرآن وذلك عن طريق كتابتها على يده ومن ثم بورقة
وإعادة كتابتها عدة مرات حتى أتقن الحفظ !! لا يتخلف عن الصلاة في المسجد
على الرغم من المصاعب والمخاطر التي يواجهها من هم بمثل حالته ..
ولو تشاهده تجد فيه عدة كدمات وضربات ومعظمها وهو في طريقه إلى المسجد أو العودة منه ..
وعندما يؤمر بالصلاة في المنزل يقول : ــ
أأضيع أجر سبع وعشرين درجة !!! وإليكم هذا الموقف المؤثر يحكيه أحد المقربين منه
حيث يقول: ذات مره كان فايز في طريقه إلى المسجد وعند نزوله من رصيف الشارع
إذ بسيارة غير مسرعة نهائياً وكان قائدها يظن كما يظن كل من يرى فايز بأنه يستطيع النظر
فصفعه صفعة قوية على وجهه ويده لانه قطع الشارع من امام سيارته..
حيث كانت إصابة اليد هي المؤلمة فبدا يُحس بالألم..
وعندما ركبنا إلى السيارة راح يبكى من شدة الضربة وقال : يـــــارب الــــجــــنــــة !!
ولم يقل يا رب خفف مصابي أو نحو ذلك .. فأنا من شدة المنظر دمعت عيني ..
فيا من تركت الصلاة أنظر إلى حال هذا وأمثاله في حرصهم على الصلاة..
أصم .. وأبكم .. وأعمى لا يعمل .. وليس له مصدر دخل ..
وهوايته المكوث في المسجد وحفظ القرآن ..
يقول بأن الإيمان بالله عز وجل أهم من كل الحواس ..
لذلك فهو صابر محتسب يعلم أن ما أعده الله لعباده الصالحين في الجنة خير من الدنيا الفانية
يقول الشيخ سعيد القحطاني وهو إمام المسجد الذي يصلي فيه فايز الثبيتي ..
ألقى فايز الثبيتي كلمة بالاشاره في المسجد في رمضان 1445 هـ ..
هذه الكلمة لا تتعدى الخمسة عشر دقيقة تقريباً وقد أثرت في الحضور تأثيراً كبيراً ..
ويُضيف قائلاً : إني لأحسب الأخ فايزاً ممن يحملون هم الدعوة إلى الله ..
ربما يلقى البعض محاضرةً كاملة تستغرق ساعة أو ربما أكثر ولكنه لا يؤثر ولا يُتأثر بها ..
وفايز الأصم والأبكم والأعمى يُلقي كلمة بالاشاره لا تتعدى الخمسة عشر دقيقة
ويؤثر في كم كبير من الحضور !! ..
فيا تُرى من المعاق .. ؟!! هل المُعاق فايز .. أم ……. ؟!!!!
ليس المعاق فايز .. وإنما المعاق من أُعطِيَ هذه النعم
وأعاق نفسه عن ذكر الله والوصول إليــــه !! ..
منقول لنعتبر لأنفسنا لعل القلوب الغافلة تفيق
اللهم ارحم ضعفنا وفقرنا إليك وارحمنا أنت ارحم الراحمين