أسـتـلهم منك صمتي وشغبي وطفولتي وقهقهتي وهمسي وصهيلي.
أستلهم منك أناقتي ولباقتي ولياقتي وبـخوري وعـطوري وبـحوري
تلهمني صورتك انتقاء مـطـالع القصيد وتناسق الكلمات ونهاية الأبيات
أنت فكرتي ومطلعي وقافيـتي وبيت قصيـدي
وأعلم أنك تتوهج حين تأتي القصيدة على بـحرك
في بـحرك كم غرقت سفن وكم اختفى غـواصـون وكم ضاعت أشـرعة
بـحرك لايـقبل إلا الـبـحـارالـمـتـمكن الماهـر ,العالم بـخـفايا الـسفر
أسـتـلهم منك طريقي فيك وإليك . كلما إرتفعت امـواجك ازددت إصـراراً
وتـحـدياً وقـوة وعـنـاداً وأنا لا أكـون عـنـيدة إلا في الـحق
وحـبك حـق .
حبك أرشـدني إلى حفظ الـتـوازن حين تـشـتد الـعـاصفة وتتلاطـم الأمـواج
وتتجاذب الأنواء
حبك ألهمني الإفراج عن مشاعري واستنهاض مشاعر الموشكين على الإبـحار في بحـور الغرام ..ألهمني الخروج إليك والعودة إليك .
كـل الـمـوانـئ أنت , كل البحور أنت ,وكـل السفن أنـا .
أستلهـم منك إطـفاء غضب الآخـرين , واسـتـبدال غضبهم بابـتـسامة السلام
أستـلهـم منك أُنُــوثـتـي ..التي تـجـعـلـني أحـتـرم كل رجـال الأرض لإنـهـم يـنـتـمون إليك ..أنت الشمس والآخـرين يـدورون حولك
أنت نقطة الإرتـكـاز , وأنت خـط الإسـتـواء , وأنت الخط المستقيم في الـرسـوم الـهـندسية , وأنت مـحـور الأرض , وأنت الـتـنـظـيـر الذي
يُـبرهـن على نـظـريـة الـحـب الـكـبرى .
حـضورك الـمُـلتهب يلـغي جـمـيع رجـال الأرض الأشقياء
فلا يعـود هـنـاك إلا رجل واحــد فقط ,يحمل صفات الربيع والمطـر والطمأنينة
والفرح . رجل واحـد يجعل للعمر معنى . وللحياة طعم .وللوجـود قيمة كـبرى
رجـل يـفجر بالعاشقة منابع الجمال ويصـل بأنوثـتـهـا إلى مـداهـا ,
رجل جـذوره في الأرض ,ومـداه الكون, ربيعي الـصروف والـظـروف ,
والـحروف والـهـوى ,طـبعه عـبير, وفكـره غـزيـر, ووجـهه مـنير
رجـل يُـستلهـم منه الأمـل , والحـلم , والجمـال ,على صـدره
تـتـحول المـآسي إلى ورود ,والـخـراب إلى حـدائق ,والـعـذاب إلى راحـة
رجل يـعـطي للحياة مـذاق آخــر,
حنيني يـكـبر يوماً بـعـد يـوم , حـتـى أصبحت أخـشى أن يأتـي اليوم
الـذي لاتـتـسع له الـكـرة الأرضية ,وأسـتـلهـم منك إيقاع وقوفـي وجلوسـي , ونومـي
مـتـى يكون إيقاعي هـادئـاً ومتى يـكـون صـاخـباً ,متى تـكون خـطوتي
مـتـأنية ومتى تـكـون مستعجلة . متى أجـعل جملي قـصيرة ومتى أجعلهـا طـويلة. متى أخـتـصر الـوقت ومتى أمـد فيه قـدر الـمـسـتـطاع
أحياناً أختصر اليوم إلى سـاعة ,والساعة إلى دقيقة ,وأحياناً أجعل من السـاعة ,
شـهـراً ومن الشـهـر عشرين سـنـة
وأستلهـم منك مـاأقـول لكل صـوت يأتـيني على الهاتف أو وجهاً لوجه ,
أحـيـاناً أكون جادة لدرجة الفجاجة , وأحـياناً أكون مـرحـة إلى درجة الـطـفولة المبكرة ,
أستلهم منك مـالا عين رأت ولاأذن سـمـعت ولا خـطـر على بال بـشـر.