تخطى إلى المحتوى

اذهبوا فأنتم الطلقاء».. عبارة نبوية تحقق أعلى مراتب التسامح الإسلامي



في مثل يوم أمس (العشرين من رمضان في السنة الثامنة من الهجرة)، كان يوم الفتح الأكبر، فتح الفتوح، يوم عز ونصر وتمكين للمسلمين. فتح مكة.. قضية تظهر فيها قدرة الله وانتصار الحق، فقد أعز الله به دينه ورسوله وحرمه الأمين، يوم أشرق على تاريخ الأمة الإسلامية، الذي ما زلنا ننهل من درسه وننعم من فتحه. يوم عظيم له قصة ترويها فجيعة كفار قريش عندما أحاطت نيران المسلمين بمكة بطريقة لم يعهدوها من قبل حتى تغير ليل قريش وتبدد ذاك الظلام فانهارت مقاومتهم وفتحت مكة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك ودخلها المسلمون، فهاهو رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي خرج من مكة في احد الأيام سرا يدخلها اليوم جهرا منتصرا. دخلها عليه السلام متواضعا قد عفا عن كل من أساء إليه لينتصر بأخلاقه قبل قوته، هذا الفتح حمل معه الكثير من الدروس والعظات، وكانت عبارته "اذهبوا فأنتم الطلقاء" تؤكد مدى التسامح والعدل الإسلامي الذي تفتقده بعض الأمم الأخرى.. حول أهمية هذا الفتح تحدث عدد من أهل العلم والفكر:
نصر المؤمنين
رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور يوسف القرضاوي يوضح أن يوم الفتح نصر الله فيه رسوله على أعدائه، وحقق له أمله، وأنجز وعده، فهاهي مكة العتيدة العاتية تسقط أمام كتائب الرحمن وجنود القرآن، ثم يتحدث فضيلته عن موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك اليوم قائلاً: "كان موقف الرسول عليه السلام هو احد الدلائل على أن الله قد اصطنعه لنفسه وعلى عينه وبعثه ليتمم مكارم الأخلاق، فقد دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وهو على ناقته يقرأ سورة الفتح وقد انحنى رأسه عليه السلام تواضعا لله عز وجل، حتى قال انس رضي الله عنه: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح وبطنه على راحلته متخشعا" مبينا فضيلته أن الدنيا ولأول مرة ترى فاتحا ينتصر على أعدائه فيتواضع هذا التواضع لله سبحانه وتعالى.
انجازات الفتح
الدكتور حسن سفر أكد أن السيرة النبوية تطالعنا على أحداث متعددة في مسيرة الدعوة الإسلامية، ويأتي في مقدمة هذه العظائم الحضارية فتح مكة المكرمة ففيه نصر للإسلام والمسلمين مشيراً الى أن هذا الفتح يتضمن عدة انجازات منها: وضع التنظيم والارتباط السياسي بقيادة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وإحياء للجوانب المتعددة للتشريع الإسلامي فما كان يتوافق مع النص القرآني وفعل النبي صلى الله عليه وسلم أمر به موضحا أن في هذا الفتح رباط لأصحاب رسول الله صلى الله عليه في الجهاد والانطلاق لمسيرة الدعوة وقد جاء ذلك في قول الله تعالى: "إن ينصركم الله فلا غالب لكم" مبينا أن هناك فوائد للأمة المحمدية تنفعها في مسيرتها العلمية والعملية في فقه العلاقات بين المسلمين وبين غيرهم .
الباحث والكاتب محمود شيت خطاب يوضح أن الدروس في فتح مكة التي منها:
ـ بُعد النظر: وذلك عندما ادخل الرسول صلى الله عليه وسلم أسوأ الاحتمالات فطوق مكة من جهاتها بأربعة جيوش كل جيش مكتف وبإمكانه العمل بذات نفسه.
ـ السلم: فقد حرص الرسول صلى الله عليه وسلم منذ خروجه من المدينة على نياته السلمية ليكسب قلوب المشركين، وأن سلمه يتضح عند إيقاده النيران في ليلة الفتح بشكل لم يعرف له مثيل والسبب في هذا هو القضاء على روح المقاومة عند قريش والدخول إلى مكة سلما دون قتال .
ـ التواضع: الذي تميز به رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رآه الناس ورأسه قد انحنى على رحله وترقرقت في عينيه الدموع تواضعا وشكرا لله سبحانه وتعالى .

سبحان الله و الحمد لله

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.