تخطى إلى المحتوى

اتقوا الله في اعلانات الموقع؟؟!!



أَذكَارُ الكَرْبِ
أَذكَارُ الكَرْبِ
لقد ثبت في السُّنَّة أحاديثُ عديدة عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
في علاج ما قد يصيب الإنسانَ من الكَرْب،
وھو الشدَّة والألَم الذي قد يجده الإنسانُ في نفسھ
بسبب ما يَحلُّ بھ من مصائب ونوازل، تدھو
الإنسان فتغمھ وتحزنھ وتؤرقھ.
ومن الأحاديث الواردة في علاج ذلك ما رواه
البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنھما:
(( أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ عِنْدَ الكَرْبِ: لاَ إِلَھَ
إِلاَّ اللهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لاَ إِلَھَ إِلاَّ اللهُ رَبُّ العَرْشِ
العَظِيمِ، لاَ إِلَھَ إِلاَّ اللهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ
.( الأَرْضِ وَرَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ ))( 1) صحيح البخاري (رقم: 6346 ) وصحيح مسلم (رقم: 2703
وروى أبو داود وابن ماجھ وغيرُھما عن
أسماء بنت عُمَيس رضي الله عنھا قالت قال لي
رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ألاَ أُعَلِّمُكِ كَلِمَاتٍ تَقُولِينَھُنَّ عِنْدَ
الكَرْبِ
أَوْ فِي الكَرْبِ : اللهُ اللهُ رَبِّي، لاَ أُشْرِكُ بھِ شَيْئاً
(( .(1) سنن أبي داود (رقم: 1525 )، وسنن ابن ماجھ (رقم: 3882 )
.( وصحَّحھ الألباني ~ في صحيح الترغيب (رقم: 1824

وروى أبو داود في سننھ عن أبي بكرة ،
عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أنَّھ قال: (( دَعَوَاتُ المَكْرُوبِ: اللَّھُمَّ
رَحْمَتَكَ أَرْجُو، فَلاَ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ
.( وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّھُ، لاَ إِلَھَ إِلاَّ أَنْتَ ))( 2) سنن أبي داود (رقم: 5090 )، وحسَّنھ الألباني ~ في صحيح )
.( الجامع (رقم: 3388

وروى الترمذي عن سعد بن أبي وقاصقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ
دَعَا وَھُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لاَ إلھ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ
إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَالِمِينَ، فَإِنَّھُ لَمْ يَدْعُ بھَا رَجُلٌ
.( مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلاَّ اسْتَجَابَ اللهُ لَھُ ))( 1 سنن الترمذي (رقم: 3505 )، وصحَّحھ الألباني ~ في صحيح الجامع (رقم: 3383

وجميعُ ھذه الكلمات الواردة في ھذه
الأحاديث كلماتُ إيمان وتوحيد وإخلاص لله عز
وجل، وبُعد عن الشِّرك كلِّھ كبيره وصغيره، وفي
ھذا أبيَنُ دلالة على أنَّ أعظمَ علاج للكرب ھو
تجديدُ الإيمان وترديدُ كلمة التوحيد لا إلھ إلاَّ الله،
فإنَّھ ما زالَت عن العبد شدَّةٌ، ولا ارتفع عنھ ھَمٌّ
وكَرْبٌ بمثل توحيد الله وإخلاص الدِّين لھ،
وتحقيقِ العبادة التي خُلق العبدُ لأجلھا وأُوجِدَ
لتحقيقھا؛ فإنَّ القلبَ عندما يُعمَرُ بالتوحيد
والإخلاص، ويُشغَل بھذا الأمر العظيم الذي ھو
أعظم الأمور وأجلُّھا على الإطلاق، تذھبُ عنھ
الكُرُبات، وتزولُ عنھ الشدائدُ والغمومُ، ويَسعَدُ
غايةَ السعادة.
قال ابن القيم رحمه الله: (( التوحيدُ مفزَعُ أعدائھ
وأوليائھ، فأمَّا أعداؤه فيُنجيھم من كُرَب الدنيا
وشدائدھا{فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ }العنكبوت65
، وأمَّا أولياؤه فيُنجيھم من كربات )
الدنيا والآخرة وشدائدھا، ولذلك فزع إليھ يونس
عليھ السلام فنجّاه اللهُ من تلك الظلمات، وفزع
إليھ أتباعُ الرُّسل فنجوا بھ ممَّا عُذِّب بھ
المشركون في الدنيا وما أُعدَّ لھم في الآخرة،
ولمَّا فزع إليھ فرعون عند مُعاينة الھلاك وإدراك
الغرق لَم ينفعھ؛ لأنَّ الإيمانَ عند المعاينة لا
يُقبل، ھذه سُنَّة الله في عباده، فما دُفعت شدائدُ
الدنيا بمثل التوحيد، ولذلك كان دعاءُ الكرب
بالتوحيد، ودعوةُ ذي النون التي ما دعا بھا
مكروب إلاَّ فَرَّجَ الله كُرَبَھ بالتوحيد، فلا يُلقي في
الكرب العظام إلاَّ الشِّركُ، ولا ينجي منھا إلاَّ
التوحيد، فھو مَفزَعُ الخليقة ومَلجَؤُھا وحِصنُھا
وغايتُھا، وبالله التوفيق ))( 1) اه..( 1) الفوائد (ص: 9596

من كتاب دعوات المرضى والمصابين للدكتور:عبد الرزاق البدر المدرس بالمسجد النبوي الشريف
ص39
رابط الكتاب
مكتبة صيد الفوائد الاسلامية

سبحان الله و الحمد لله

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.